كان إمام عصره بلا مدافعة، وأقام ببغداد مدة، وتفقه بها وتعلم، وناظر الخصوم، وله قصة في مسألة توريث الأنبياء مع المرتضى مقدم الشيعة في
قوله ﷺ:«لا نورث، ما تركنا صدقة»،
فان أبا على تمسك بهذا الحديث، فاعترض عليه المرتضى الموسوي وقال: كيف تقول إعراب «صدقة» بالرفع أو النصب؟ إن قلت بالرفع فليس كذلك، وإن قلت بالنصب فهو حجتي
، لأن النبي ﷺ قال «ما تركنا صدقة»
يعنى لم نتركه صدقة! فدخل أبو علي وقال: فيما ذهبت إليه إبطال فائدة الحديث، فان أحدا لا يخفى عليه أن الإنسان إذا مات يرثه قومه وأقرب الناس إليه، ولا يكون صدقة، ولا يقع فيه الإشكال، فبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث أن ما تركه صدقة، بخلاف سائر الناس. سمع أبو علي ببخارا أبا بكر محمد بن الفضل الإمام وأبا عمرو محمد بن محمد بن صابر بن كاتب وأبا سعيد الخليل بن أحمد السجزي، وببغداد أبا الفضل عبيد اللَّه بن عبد الرحمن الزهري وأبا الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي وأبا عمرو عثمان بن محمد بن القاسم الأدمي، وبالكوفة أبا عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه بن الحسين الهروي، وبمكة أبا الحسن أحمد ابن إبراهيم بن فراس العبقسيّ، وبهمذان أبا بكر أحمد بن علي بن لآل الإمام، وبساوة أبا بكر محمد بن الحسن بن علي الساوي، وبالري أبا القاسم جعفر بن عبد اللَّه بن يعقوب بن فناكى الرازيّ، وبمرو أبا على محمد ابن عمر بن سيبويه المروزي وطبقتهم، وروى عنه جماعة كثيرة، وظهر له أصحاب وتلامذة، وأخذوا عنه العلم، وآخر من حدث عنه ابن بنته