للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إن شاء اللَّه. وقال ابنه أبو القاسم: أذكر أبى أن بين يديه أموالا مصبوبة، فغدوت إليه، فقال: تريد من هذا؟ قلت: نعم! فأخذ درهما مكسورا فخدش به بطن كفى، فبكيت وغدوت، ثم بلغني أنه قال لأصحابه:

أردت أن لا يدخل حبّ المال في قلبه بهذه العملة (١). ومات في شهر ربيع الآخر من سنة تسع عشرة وثلاثمائة … وحفيده أبو القاسم على ابن المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس الماسرجسي، من أهل نيسابور، كان عاقلا لبيبا ورعا، سمع بنيسابور الفضل بن محمد الشعراني وأبا عبد اللَّه محمد بن إبراهيم الفوشنجى، وبالري محمد بن أيوب الرازيّ، وببغداد محمد بن يونس الكديمي، وبالكوفة محمد بن عبد اللَّه الحضرميّ مطينا، وحدث سنين، سمع منه الحاكم أبو عبد اللَّه الحافظ وذكره في التاريخ وأثنى عليه، وكان من التمكن من عقله ودينه بحيث يضرب به المثل، وكان من أورع مشايخنا وأحسنهم بيانا، وكان الشيخ أبو بكر أسنّ منه إلا أنهما كانا يجمعان فكان أبو بكر يحفظ لسانه بحضرته لعقله وحسن سمته وورعه، قال: حججت معه سنة إحدى وأربعين وكان أكثر الليل يقرأ في العمارية، وإذا نزل قام إلى الصلاة فلا يشتغل بغيرها، ولما أحرم كنت أسمع طول الليل تلبيته، وما أعلم أنى دخلت الطواف قط إلا وجدته يطوف، وتوفى في التاسع من صفر سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، ودفن في داره … وابنه أبو عبد اللَّه محمد بن أبي القاسم على (٢)


(١) من م، وفي الأصل: «العجلة».
(٢) وقع في م «محمد بن القاسم ابن علي» خطأ.