للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ابن جرير الطبري، وكان من أعلم الناس في وقته بالفقه (١) والنحو واللغة وأصناف الأدب، وصنف كتابا مليحا كثير الفوائد [و - (٢)] سماه «الجليس والأنيس»، حدث عن أبي القاسم عبد اللَّه بن محمد البغوي وأبى بكر عبد اللَّه بن أبي داود السجستاني ويحيى بن محمد بن صاعد وأبى حامد محمد بن هارون الحضرميّ، روى (١) عنه القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد اللَّه الطبري وأبو القاسم الأزهري وأحمد بن عمر بن روح النهرواني وطبقتهم، وحضر المعافى دار بعض الرؤساء وكان هناك جماعة من أهل العلم والأدب (٣)، فقالوا له: في أي نوع من العلوم نتذاكر؟

فقال المعافى لذلك الرئيس: خزانتك قد (٤) جمعت أنواع العلوم وأصناف الأدب، فان رأيت أن تبعث بالغلام إليها وتأمره أن يفتح بابها ويضرب بيده إلى أي كتاب قرب منها فيحمله ثم تفتحه وتنظر في أي نوع هو فنتذاكره ونتجارى فيه. وكان أبو محمد البافي (٥) يقول:

لو أوصى رجل بثلث ماله (٦) أن يدفع إلى أعلم الناس لوجب أن يدفع إلى المعافى بن زكريا، وكان البافي (٥) يقول: إذا حضر القاضي أبو الفرج


(١) ليس في م.
(٢) من م.
(٣) القصة بتمامها في تاريخ بغداد.
(٤) وفي م: فقد.
(٥) من تاريخ بغداد والأنساب ٢/ ٤٨، وفي الأصل وم: الباقي - خطأ.
(٦) ليس في م.