أبى بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ ثنا منصور بن ربيعة الزهري بالدينور قال: سمعت بعض القضاة يحكى ان رجلا قال: دخلت حمص وفي فمي درهم لعلى أرى شيئا فأشتريه به فإذا رجل جالس بباب الجامع على كرسي وعلى رأسه عمامة متحنك بها وقد ترك فوقها قلنسوة وقد لبس فروة مقلوبة بلا سراويل وقد تقلد بسيف وفي حجره مصحف يقرأ منه وعنده كلب رابض وقد تمسك عقوده فسلمت عليه فرد السلام فقلت:
أترى القوم قد صلوا؟ قال: أفأنت أعمى ما تراني قاعدا؟ قلت: من أنت؟ فقال:
أنا أبو خالد امام الجامع وكلبى أبو جعفر، قلت: أتحفظ القرآن؟ قال: نعم، قلت: ما هذه الضوضاء والجلبة؟ قال: قد ورد رجل زنديق يقرأ السبع الطوال ويشتم أبا بكر الصناديقى وعمر القواريري وعثمان بن أبي شيبة ومعاوية بن غسان الّذي هو من حملة العرش وزوجة النبي صلى اللَّه عليه.
وسلم ابنته عائشة في زمن الحجاج بن يوسف فاستولدها الحسن والحسين، فقلت: ما أسخن عينك! ما أعرفك بالمقالات والأنساب! قال: وما خفي عليك أكثر، قلت: فاقرأ شيئا من القرآن، فقال: بسم اللَّه الرحمن الرحيم وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً، فرفعت يدي وصفعة صفعة سقطت عمامته وبقي التحنك في عنقه، فصاح بالناس فلببونى وقال: احملوه إلى المحتسب، فكل من لقيني قال: ما فعل؟ قالوا: صفع امام الجامع، قال: يا مسكين أهلكت نفسك، فقلت: كذا حكم اللَّه فصبرا عليه ويزمعون هم أيضا (؟) حتى وصل بي إلى المحتسب فإذا رجل حاسر حاف