للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحافظ وذكره في تاريخ نيسابور فقال: أبو العباس (١) العابد البشتي كان من الأبدال وجرب مرة بعد أخرى انه كان مجاب الدعوة، ورث عن آبائه أموالا طاهرة جمة فأنفقها كلها في اعمال (١) البر وسبل الخير، ولم يستند إلى حائط ولم يتك على وسادة سبعين سنة، ولما تخلى من املاكه خرج من نيسابور راجلا حافيا فحج ودخل الشام والرملة وأقام ببيت المقدس أشهرا ثم خرج منها إلى مصر وخرج إلى بلاد المغرب ثم حج من المغرب ثانيا ثم انحدر من مكة إلى اليمن فبقي بها مدة وله بها عجائب حدثني بها، ثم انصرف في الموسم وحج ثالثا وخرج إلى طرسوس، ثم انصرف إلى العراق ودخل البصرة وخرج في البحر إلى عمان فانصرف إلى فارس وأصبهان ثم انصرف بعد سبع عشرة سنة إلى بشت فتصدق ببقية املاكه ودخل البلدة يعنى نيسابور لازما لأبى على الثقفي، وكان الأستاذ أبو الوليد القرشي يقول: لو أن التابعين والسلف رأوا عبيد اللَّه الزاهد فرحوا (٢)، وكان أبو على الثقفي يقول: عبيد اللَّه الزاهد من المجتهدين. وذكر الحاكم سمعت الأمير أبا القاسم علي بن ناصر الدولة يقول: دخل على عبيد اللَّه الزاهد فاستقبلته ثم قبلت وجهه وأجلسته وجلست بين يديه فبت تلك الليلة فرأيت النبي صلى اللَّه عليه في المنام وهو يستقبلني إلى الموضع الّذي استقبلت عبيد اللَّه ثم قبل من وجهي الموضع الّذي قبلته من وجه عبيد اللَّه ثم قال: هذا بذاك.

وكانت وفاته صبيحة يوم الأحد الثالث من المحرم سنة اربع وثمانين وثلاثمائة، وكان يذكر على التخمين انه ابن خمس وثمانين سنة، وأكثر


(١) (١ - ١) سقط من م وس
(٢) في م وس «لفرحوا».