للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عارفا بالتفسير واللغة، وكان أبو على الحافظ يقول: الناس يتعجبون من حفظنا لهذه الأسانيد وأبو زكريا العنبري يحفظ من العلوم ما لو كلفنا حفظ شيء منها (١) لعجزنا عنه، وما اعلم انى رأيت مثله (٢). وكان القاضي عبد الحميد بن عبد الرحمن يقول: ذهبت الفوائد من مجالسنا بعلة أبى زكريا العنبري وذلك ان (٣) ابا زكريا اعتزل الناس وقعد عن حضور المحافل بضع عشرة سنة. سمع ابا على محمد بن عمرو الحرشيّ والحسين بن محمد بن زياد القبّاني وأحمد بن سلمة وإبراهيم بن أبي طالب وأكثر عنهما، روى عنه أبو بكر بن عيوس المفسر (٤) وأبو علي الحسين بن علي الحافظ وأبو الحسين محمد بن محمد الحجاجى والمشايخ، وحكى عن أبي زكريا أنه قال: دخلت مع (٥) والدي على أبى عبد اللَّه البوشنجي فقال لأبى: يا أبا عبد اللَّه بلغني ان ابنك هذا قد تأدب، قال: نعم، قال: أيش علمته من الكتب؟ قال:

قد قرأ جملة من الكتب، فالتفت الىّ فقال: يا بنى ما العقرب؟ قلت: عقرب الميزان، قال: ما العقرب؟ قلت: دابة تلدغ، قال: ما العقرب؟ قلت:

عقرب الصدغين، فقال: أحسنت. توفى أبو زكريا في شوال سنة اربع وأربعين وثلاثمائة وهو ابن ست وسبعين سنة.


(١) في م وس «منه»
(٢) ثبت في ك
(٣) في م وس «بأن»
(٤) كذا في م وس وهو أشبه، ووقع في ك «بن عبدش المنقر» واللَّه اعلم
(٥) في م وس «على» خطأ.