للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البشر، فسبحان مَنْ تَنزَّه عن النقص».

فمَن وقف فيه على تقصير أو خلل، أو عَثَر فيه على تغيير أو زلل، فليَعذر أخاه في ذلك متطولًا، أو ليُصْلِح منه ما يَحتاج إلى إصلاح متفضلًا؛ فالتقصير من الأوصاف البشرية، فليست الإحاطة بالعلم إلا لبارئ البرية؛ فهو الذي وَسِع كل شيء علمًا، وأحصى مخلوقاته عينًا واسمًا.

سَطَّره لنفسه … قائله وجامعه

فليَعْفُ عن زلاته … ناقله وسامعه

فألتمس من النبلاء الأماجد تقويم ما اعْوَجَّ ونَدَّ، والتنبيه إلى ما نَدَّ عنه القلم.

وَإِنْ تَجِدْ عَيْبًا فَسُدَّ الخَلَلَا … فَجَلَّ مَنْ لَا عَيْبَ فِيهِ وَعَلَا

فالمرجو ممن صَرَف وجهه إليه بعين الرضا والرغبة لديه- أن يُصْلِح خطأه وسقطته، ويزيل زلَله وهفوته بعد المراجعة والتأمل والإمعان، لا بمجرد النظر والعِيان (١).

وما مِنْ كاتب إلا سيَفنى … ويبقى الدهرَ ما كَتَبَتْ يداهُ

فلا تَكتب بكفك غير شيء … يَسُرك في القيامة أن تراهُ

وأسأل الله ﷿ أن يَجعل كتابي هذا خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينشره في العالمين، وأن ينفعني به والمسلمين، وأن يجعله في ميزان حسناتي يوم الدين.

وأسأله أن يُعِزنا بالإسلام، وأن يجعلنا من أنصار هذا الدين.

كما أسأله أن يَجزي عنى والديَّ أعم الجزاء والمثوبة، وأن يَرحم والداتي، وأن يُمتِّع والدي بالصحة والعافية، وأن يُنوِّرَ أوقاته بالهدى والتُّقى، وأن يرزقهما جنة الفردوس.

يا رب ارحم مَنْ عَلَّمني ووالدي وكن بهم … بهم برًّا رحيمًا


(١) ولا أقصد هذا الصنف من الناس.
وقد أَحْسَن مَنْ قال فيهم:
إِنْ يَسْمَعُوا سُبَّةَ طَارُوا بِهَا فَرَحًا … مِنِّي وَمَا سَمِعُوا مِنْ صَالِحٍ دَفَنُوا
صُمٌّ إِذَا سَمِعُوا خَيْرًا ذُكِرْتُ بِهِ … وَإِنْ ذُكِرْتُ بِسُوءٍ عِنْدَهُمْ أَذِنُوا
وأَحْسَن مَنْ قال:
إِنْ يَعْلَمُوا الْخَيْرَ أخْفَوْهُ وَإِنْ عَلِمُوا … شَرًّا أَذَاعُوا وَإِنْ لَمْ يَعْلَمُوا كَذَبُوا

<<  <   >  >>