كانت في قاع البحار أو فوق السحاب؟!
يا مكة الخير يا أرض المَسَرَّاتِ … يا مَشْرِق النور يا مَهْد النُّبواتِ
يا دُرَّة في جبين الكون ساطعة … يا عبيرًا لأرواح زكياتِ
وكيف لا ننتشي شوقًا إلى بلد … نهفو له كل يوم خَمْس مراتِ
بيتٌ سطع نوره، وأشرقت بهجته، وراقت نضارته، وتألق حُسنه!
بيت تتحرك إليه النفوس، وتتلهف له القلوب، وتثور شجون الحب، وتُنْفَق فيه الأموال، وتُتْرَك من أجله الأوطان؛ طاعة واستجابة لنداء الواحد الديان؛ لترتوي النفوس وتطمئن القلوب وتزكو الجوارح؛ لتزداد من الحسنات وتتقرب من رب الأرض والسموات، ترجو الجنان والعتق من النيران.
في البيت الحرام تُسْكَب العَبَرات، وتُجَدَّد التوبات، وتَصعد الزَّفَرات، وتُسَح الدمعات، وتُسْمَع الآهات.
في البيت الحرام يكون الأُنس بالرحمن، ويتخلص القلب من الأحزان، وتنطلق الرُّوح من العصيان.
في البيت الحرام تُضاعَف الحسنات، وتُحَط الغَدَرات، وتُعَظَّم السيئات، وتُغْفَر الزلات.
فالناظر حول الكعبة بيت الله الحرام يرى رجالًا أتقياء، ونساء خَيِّرات، وشبابًا أصفياء، بتلك النفوس المؤمنة الزمان يزدهر، والأيام تحتفل، والأرض في طرب.
حَيِّ الشباب شباب أُمتنا الذي … هَجَر الرِّعاع وسار للرحمنِ
متوجهًا للبيت يَبغِي رحمة … متوثبًا بالنور والإيمانِ
العين تَفرح حين تُبْصِر ما تَرَى … من دعوة وإنابة الشُّبَّانِ
علماءنا ودُعاتَنا بُشْرَى لكم … يا مَنْ بَنيتم عاليَ البُنيانِ
ولتفرحي يا أمتي فلقد بدا … فجر الهداية واضحًا لعِيَانِ
والشِّيب قد خَفُّوا على عَجْز بهم … لِلِقاء خالقهم بغير هوانِ
قَطَعُوا الفيافي والقفار لعلهم … يَحْظَوْنَ بالرحمات والغُفرانِ