ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث سعد هذا رضي الله عنه فقال:
٦٠٨٤ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر) الهذلي البصري غندر (حدثنا شعبة عن سماك بن حرب) بن أوس الذهلي الكوفي، صدوق، من (٤) روى عنه في (١٤) بابا (عن مصعب بن سعد عن أبيه) سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة شعبة لزهير بن معاوية (أنه) أي أن سعد (قال: أنزلت في أربع آيات) من القرآن (وساق) شعبة (الحديث) السابق (بمعنى حديث زهير) بن معاوية (عن سماك) بن حرب، قوله:(أربع آيات) مرت ثلاث منها على التفصيل والرابعة قوله تعالى: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} وستأتي في الرواية التالية لهذه والله أعلم (وزاد) محمد بن جعفر (في حديث شعبة) وروايته (قال) سعد: (فكانوا) أي فكان أقارب أمي (إذا أرادوا أن يطعموها شجروا) أي فتحوا (فاها) أي فمها (بعصا) أو نحوه كعود (ثم) بعد فتح فمها بعصا (أوجروها) أي صبوا الطعام في فمها وإنما شجروا بالعصا لئلا تطبعه فيمتنع وصول الطعام، قال النووي: وهكذا صوابه بالشين المعجمة والجيم والراء وهكذا في جميع النسخ، قال القاضي: ويروى (شحوا فاها) بالحاء المهملة وحذف الراء ومعناه قريب من الأول أي أوسعوه وفتحوه، والشَّحْو التوسعة ودابة شحو واسعة الخطوة، ويقال: أوجره ووجره لغتان الأولى أفصح وأشهر اهـ.
قال القاضي: شجروا بالشين المعجمة والجيم معناه فتحوا فمها وأدخلوا فيه عصا لئلا تغلقه حتى يوجروها الغذاء، والوجور بفتح الواو ما يصب من وسط الفم، واللدود بفتح اللام ما يصب من جانبه ويقال: وجرته وأوجرته ثلاثيًّا ورباعيًّا إذا ألقيت الوجور في فيه أي الدواء اهـ أبي، وفي المصباح: الوجور بفتح الواو وزان رسول الدواء يصب في الحلق وأوجرت المريض إيجارًا إذا فعلت به ذلك ووجرته أجره من باب وعد لغة فيه اهـ.