تقربهم إليك وتسمح لهم بالجلوس في مجلسك ونحن لا نجلس معهم واطردهم عنك.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في حديث سعد هذا رضي الله عنه فقال:
٦٠٨٦ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن عبد الله) بن الزبير بن عمرو بن درهم (الأسدي) الزبيري مولاهم أبو أحمد الكوفي، ثقة، من (٩) روى عنه في (١٠) أبواب (عن إسرائيل) بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الكوفي، ثقة، من (٧) روى عنه في (٨) أبواب (عن المقدام بن شريح عن أبيه عن سعد) بن أبي وقاص رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة إسرائيل لسفيان الثوري (قال) سعد: (كنا) معاشر فقراء الصحابة رضوان الله عليهم (ستة نفر فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: اطرد) أي أبعد (هؤلاء) الفقراء عن مجلسك فـ (لا يجتروون علينا) أي لا يتشجعون علينا في الكلام إذا طردتهم عن مجلسنا معك، قال في المصباح: اجترأ على القول بالهمز إذا أسرع بالهجوم عليه من غير توقف اهـ، يريدون بذلك طرد الفقراء لئلا يسرعوا في محاوراتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ولا يواجهوهم في القول والله أعلم اهـ دهني.
قال القرطبي:(وقول المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم اطرد هؤلاء عنك لا يجترؤون علينا) كان هؤلاء المشركون أشراف قومهم، وقيل: كان منهم عيينة بن حصن والأقرع بن حابس وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة ومطعم بن عدي والحارث بن نوفل وقرظة بن عبد عمرو أنفوا من مجالسة ضعفاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كصهيب وسلمان وعمار وبلال وسالم ومهجع العكي مولى عمر بن الخطاب وسعد هذا وابن مسعود وغيرهم ممن كان على مثل حالهم كخباب وسالم مولى أبي حذيفة وصبيح مولى أسيد وعمرو بن عبد عمرو ومرثد بن أبي مرثد، استصغارًا لهم وكبرًا عليهم واستقذارًا لهم فإنهم قالوا: يؤذوننا بريحهم، وفي بعض كتب التفسير أنهم لما عرضوا