حصول ضبط الصبي وتمييزه وهو ابن أربع سنين لأن ابن الزبير وُلد عام الهجرة في المدينة، وكان الخندق سنة أربع من الهجرة على الصحيح اهـ نووي، وفيه رد على جمهور المحدثين في قولهم: إنه لا يصح إلا ضبط ابن خمس، والصواب ضبط من حصل له التمييز وإن كان دون أربع، وفيه فضيلة لابن الزبير لضبطه القصة وهو في هذا السن اهـ من الأبي.
قوله:(أنا وعمر بن أبي سلمة) يعني عمر بن عبد الله بن عبد الأسد بن هلال المخزومي المدني، ربيب النبي صلى الله عليه وسلم من صغار الصحابة، أمه أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قوله:(مع النسوة في أطم حسان) الأطم بضم الهمزة والطاء الحصن وجمعه آطام كما مر آنفًا، وكانت النساء والصبيان قد جمعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حصن لحسان بن ثابت الأنصاري شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قوله:(فكان يطاطئ لي مرة) من طأطأ الرباعي المضاعف المهموز يقال: طأطأ يطأطئ طئطئة وطئطاء نظير زلزل أي كان عمر يخفض لي ظهره لأتطلع من جدار الحصن وأفعل له مرة مثل ذلك ليتطلع هو إلى خارج الحصن، قوله:(فكنت أعرف أبي .. إلخ) وفي رواية البخاري: (فنظرت فإذا أنا بالزبير على فرسه يختلف إلى بني قريظة ويتردد مرتين أو ثلاثًا فلما رجعت قلت: يا أبت رأيتك تختلف! قال: أو هل رأيتني يا بني؟ قلت: نعم).
(قال) هشام بن عروة: أخبرني أبي عروة بن الزبير عن عبد الله بن الزبير (وأخبرني) أيضًا أخي (عبد الله بن عروة) بن الزبير أبو بكر المدني، ثقة، من (٣) روى عنه في (٣) أبواب (عن عبد الله بن الزبير قال) عبد الله بن الزبير: (فدكرت ذلك) الذي فعلنا مع عمر بن أبي سلمة من التطلع إلى القوم من فوق جدار الحصن الأبي) والدي الزبير بن العوام (فقال) أبي الزبير بن العوام: هل تطلعت من فوق الحصن (ورأيتني يا بني؟ قلت) له: (نعم) رأيتك يا والدي حين تختلف إلى بني قريظة مرتين أو ثلاثًا (قال) أبي الزبير بن العوام: (أما) حرف استفتاح كألا أي انتبه واستمع ما أقول لك (والله) أي أقسم بالله الذي لا إله غيره (لقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ) أي يوم إذا اختلفت