عثمان بن طلحة الحجي المكي، ثقة، من (٥) روى عنه في (٣) أبواب (عن) عمة أبيه (صفية بنت شيبة) بن عثمان بن أبي طلحة العبدرية المدنية، لها رؤية، روى عنها في (٥) أبواب (قالت) صفية: (قالت عائشة) رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من سداسياته (خرج النبي صلى الله عليه وسلم) من بيتي يومًا من الأيام (غداة) أي بكرة وهي أولى النهار إلى بيت فاطمة (وعليه) صلى الله عليه وسلم أي خرج والحال أن عليه (مرط) أي كساء (مرحل) أي منقوش بصورة الرحل، والرحل ما يوضع على البعير للركوب. قوله:(مرط) المرط بكسر الميم وسكون الراء الكساء (مرحل) على صيغة اسم المفعول يروى بالحاء المهملة أي فيه صور الرحال، ويُروى بالجيم أي فيه صور الرجال، أوفيه صور المراجل وهي القدور يقال: ثوب مراجل أو ثوب مرجل، وفي المرقاة: المرحل بفتح الحاء المشددة ضرب من برود اليمن وُصف بذلك لما عليه من تصاوير الرحل اهـ، وبالجيم عليه تصاوير الرجال وهذا قول الشارحين ويظهر لي أن المرجل بالجيم ممشوط خمله بالأمشاط من الترجيل وهو تسريح الشعر بالمشط، ولا يصح أن يفسر بأنه هو الذي عليه تصاوير الرجال لأنه صلى الله عليه وسلم كيف يلبس ما فيه تصاوير الحيوان، وقد نهي عن ذلك، وهتك الستر الذي هي فيه وغضب عند رؤيته ذلك كما تقدم في كتاب اللباس اهـ من المفهم. منسوج ذلك الكساء (من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله) أي أدخل الحسن تحت المرط بالأمر أو بالفعل اهـ دهني (ثم جاء الحسين فأدخل معه) أي مع الحسن تحت المرط أي بإدخال أو بغيره لصغره وفي رواية فأدخله اهـ مرقاة (ثم جاءت فاطمة فأدخلها) تحته (ثم جاء على فأدخله) تحته (ثم قال) صلى الله عليه وسلم أي قرأ قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[الأحزاب / ٣٣] قال القرطبي: وقراءة النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية في ذلك الوقت دليل على أن أهل البيت المعنيين في الآية هم المغطون بذلك المرط في ذلك الوقت (والرجس) اسم لكل ما يستقذر قاله الأزهري؛ والمراد بالرجس الذي أذهب