ويدل أيضًا على محبة النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن جعفر وعلى شدة تهممه به وإكرامه له، وكان صلى الله عليه وسلم يخص ولد جعفر بزيادة احترام وإكرام جبرًا لهم وشفقة عليهم إذ كان أبوهم جعفر قُتل بمؤتة شهيدًا رضي الله عنه. وقد تقدم القول على ركوب ثلاثة على دابة، (ثم جيء بأحد ابني فاطمة) رضي الله عنهم إما الحسن أبو الحسين أي أتى آت بأحدهما استقبالًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم (فأردفه) أي أركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الأحد على دابته (خلفه) أي خلف ظهره (قال) عبد الله بن جعفر (فأدخلنا) بالبناء للمفعول (المدينة) أي أدخلنا قائد الدابة المدينة، ونحن (ثلاثة) راكبون (على دابة) واحدة أنا والنبي صلى الله عليه وسلم وأحد ابني فاطمة رضي الله عنهم، ففيه جواز ركوب ثلاثة على دابة واحدة إذا كانت مطيقة، وفيه أيضًا إذا تلقى الصبيان المسافر فالمستحب أن يركبهم وأن يردفهم ويلاطفهم والله أعلم اهـ دهني.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٤/ ٥]، وابن ماجه في الطهارة باب الارتياد للغائط والبول [٣٤٦] وفي الجهاد باب ما يؤمر به من القيام على الدواب والبهائم [٢٥٤٩]، وسبق للمؤلف في الحيض باب التستر عند البول.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
٦١١٤ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الرحيم بن سليمان) الكناني أو الطائي أبو علي الأشل المروزي نزيل الكوفة، ثقة، من (٨) روى عنه في (٦) أبواب (عن عاصم) الأحول (حدثني مورق) بن مشمرج العجلي (حدثني عبد الله بن جعفر) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة عبد الرحيم لأبي معاوية (قال) ابن جعفر: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر تلقي) أي استقبل النبي صلى الله عليه وسلم (بنا) معاشر صبيان أهل بيته (قال) عبد الله بن جعفر (فتُلقي بي) أي استقبل النبي صلى الله عليه وسلم بي (وبالحسن) بن علي (أو) قال