للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّهَا كَانَتْ تَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ. قَالتْ: وَكَانَت تَأْتِينِي صَوَاحِبِي. فَكُنَّ يَنْقَمِعْنَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ. قَالتْ: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يُسَرِّبُهُن إِلَيَّ

ــ

محمد) بن عبيد الدراوردي الجهني المدني، صدوق، من (٨) روى عنه في (٩) أبواب (عن هشام بن عروة عن أبيه) عروة بن الزبير (عن عائشة) رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من خماسياته (أنها) أي أن عائشة (كانت تلعب بالبنات) أي بلعب يُسمى بلعب البنات والحال أنها كانت (عند رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي في بيته ومسكنه، واللعب بضم اللام وفتح العين جمع لعبة بضم اللام وسكون العين وهو ما يلعب به، والبنات جمع بنت وهي الجواري وأُضيفت إلى البنات لأنهن هن اللواتي يصنعنها ويلعبن بها، وقد تقدم القول في جواز ذلك وفي فائدته وأنه مستثنى من الصور الممنوعة لأن ذلك من باب تدريب النساء من صغرهن على النظر لأنفسهن وبيوتهن، وقد أجاز العلماء بيعهن وشراءهن غير مالك فإنه كره ذلك وحمله بعض أصحابه على كراهية الاكتساب بذلك (قالت) عائشة: (وكانت تأتيني صواحبي) وأترابي اللاتي، والصواحب جمع صاحبة، وفي الكلام تقديم وتأخير، والتقدير وكانت صواحبي وأصدقائي تأتيني في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلعبن معي بتلك اللعب (فكن) أي صواحبي إذا جئن إليّ ورسول الله صلى الله عليه وسلم حاضر (ينقمعن) أي يختفين ويتغيبن ويستترن في جانب البيت حياءً (من رسول الله صلى الله عليه وسلم) وهيبة منه، وفي القاموس يقال: انقمع الرجل من باب انفعل الخماسي إذا دخل البيت مستخفيًا (قالت) عائشة: (فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسربهن) بضم الباء وتشديد الراء المكسورة من التسريب بمعنى الإرسال أي يسرب تلك الصواحب ويرسلهن (إليّ) بأذن أهلهن ليلعبن معي إذا خرج من عندي، قال النووي: وهذا من لطفه صلى الله عليه وسلم وحسن معاشرته أو المعنى إذا جاء النبي صلى الله عليه وسلم من خارج وهن يلعبن معي تغيبن واستترن منه صلى الله عليه وسلم في جانب البيت، ثم يدعوهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرسلهن إليّ ليلعبن معي، قال القرطبي: أي يرسلهن إليها ويسكنهن ويؤنسهن حتى يزول عنهن ما كان أصابهن منه فيرجعن يلعبن معها كما كن أولًا اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>