بينهن وبين عائشة ليس على معنى أنه جار عليهن فمنعهن حقًّا هو لهن لأنه صلى الله عليه وسلم منزه عن ذلك ولأنه لم يكن العدل بينهن واجبًا عليه كما قدمنا في كتاب النكاح لكن صدر ذلك منهن بمقتضى الغيرة والحرص على أن يكون لهن مثل ما كان لعائشة رضي الله تعالى عنها من إهداء الناس له إذا كان في بيوتهن فكأنهن أردن أن يأمر من أراد أن يُهدي له شيئًا أن لا يتحرى يوم عائشة رضي الله تعالى عنها ولذلك قال:(وكان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة) ويحتمل أن يقال: إنهن طلبن منه أن يسوي بينهن في الحب ولذلك قال صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله تعالى عنه: "ألست تحبين من أحب؟ " قالت: بلى، قال:"فأحبي هذه" وكلا الأمرين لا يجب العدل فيه بين النساء، أما الهدية فلا تطلب من المهدي فلا يتعين لها وقت، وأما الحب فغير داخل قدرة الإنسان ولا كسبه اهـ من المفهم، قالت عائشة:(وأنا ساكتة، قالت) عائشة: (فقال لها) أي لفاطمة (رسول الله صلى الله عليه وسلم أي بنية) أي يا بنيتي (ألست) أنت (تحبين ما أحب؟ فقالت) فاطمة: (بلى) أي ليس الأمر عدم محبتي لما تحب بل أحب ما أحب ما تحبه فـ (قال) لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فأحبي هذه) الحميراء (قالت) عائشة: (فقامت فاطمة حين) ما (سمعت ذلك) الكلام (من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعت) فاطمة (إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتهن بـ) الكلام (الذي قالته) لرسول الله صلى الله عليه وسلم (وبـ) الكلام (الذي قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقلن) أزواج النبي صلى الله عليه وسلم (لها) أي لفاطمة (ما نراك) أي ما نظنك (أغنيت) أي دفعت (عنا) شيئًا من مكارهنا وحصلت لنا من مرادنا ومطلبنا (من شيء) قليل ولا كثير كلًّا ولا بعضًا (فارجعي) يا فاطمة مرة ثانية (إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولي له) صلى الله عليه وسلم: (إن أزواجك ينشدنك) من باب نصر أي يسألنك بالله (العدل) والتسوية (في) الحب بينهن وبين (ابنة) أبي بكر بن (أبي قحافة)