اسمه عثمان بن عامر بن عمرو التيمي، والد أبي بكر، وليس مرادهن بالعدل ما يقابله الظلم والجور فإنه لا يتصور من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن ينسبن مثل ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما مرادهن التسوية بما هو من مقتضيات العدل في زعمهن، صهان لم يكن من مقتضياته في نفس الأمر فكأنهن إنما أردن لفت نظره صلى الله عليه وسلم إلى ما زعمنه خفي عليه صلى الله عليه وسلم (فقالت فاطمة) لهن: (والله لا أكلمه) صلى الله عليه وسلم (فيها) أي في شأن ابنة أبي قحافة (أبدًا) أي في جميع الأزمنة المستقبلة من عمري لأن أبدًا ظرف مستغرق لما يستقبل من الزمان (قالت عائشة: فأرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش) بن رئاب بن يعمر بن صبرة الأسدية المدنية (زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي) أي زينب المرأة (التي كانت تساميني) أي تعادلني وتضاهيني وتقاربني وتطاولني وترافعني وتعادلني (منهن) أي من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم (في المنزلة) والمكانة والحظوة والمحبة (عند رسول الله صلى الله عليه وسلم) مأخوذ من السمو وهو العلو والرفعة تعني أنها كانت تتعاطى أن يكون لها من الحظوة والمنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما كان لعائشة عنده، قالت عائشة:(ولم أر) أنا (امرأة قط) أي فيما مضى من عمري كانت (خيرًا) وأفضل (في الدين) والعبادة والعمل الصالح (من زينب) بنت جحش (و) لا امرأة (أتقى) وأخشع (لله) تعالى من زينب (و) لا امرأة (أصدق حديثًا) أي أكثر صدقًا في الحديث من زينب (و) لا امرأة (أوصل للرحم) أي أكثر صلة للرحم والقرابة من زينب (و) لا امرأة (أعظم صدقة) أي أكثر صدقة وصرفًا للمال في سبيل الله للمحتاج من زينب (و) لا امرأة (أشد) أي أكثر (ابتذالًا) وامتهانًا (لنفسها) وتذليلًا لها (في العمل الذي) يوصلها إلى ما (تصدق) وتصرف (به) للمحتاج من المال (وتقرّب) مضارع تقرب الخماسي من باب تفعل بحذف إحدى التاءين لتوالي الأمثال أي وتطلب القرب (به) أي بصرفه للمحتاج (إلى الله تعالى) منزلة ودرجة في الآخرة، والابتذال في العمل من البذلة وهي الامتهان