قوله (إنه لم يُقبض نبي قط حتى يرى مقعده) ومقره ومنزله (من الجنة ثم يخيّر، قالت عائشة) أيضًا (فكانت تلك) الكلمة التي هي قوله: "اللهم الرفيق الأعلى" واسم الإشارة في محل الرفع اسم كان، وقوله:(آخر كلمة تكلم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم) في الدنيا بالنصب خبرها وهو أولى من عكسه كما يوهمه تشكيل المتن بالرفع لأن اسم الإشارة معرفة فكان أحق بأن يكون اسم كان إلا أن يقال إن في الكلام معنى الحصر والمعنى حينئذٍ ما كان آخر كلمة تكلم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تلك الكلمة تعني عائشة باسم الإشارة (قوله) صلى الله عليه وسلم: (اللهم الرفيق الأعلى).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٦/ ٨٩]، والبخاري أخرجه في كتاب المغازي باب آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم [٤٤٦٣] وأخرجه أيضًا في كتاب الدعوات باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم الرفيق الأعلى [٦٣٤٨] وأخرجه أيضًا في كتاب الرقاق باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه [٦٥٠٩] اهـ تحفة الأشراف.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى تاسعًا لحديث عائشة بحديث آخر لها رضي الله عنها فقال:
٦١٤٢ - (٢٤٢٦)(١٨٠)(حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي) المروزي (وعبد بن حميد) بن نصر الكسي (كلاهما) رويا (عن أبي نعيم) التميمي الملائي بضم الميم الفضل بن دكين بن حماد بن زهير الكوفي الأحول، ثقة، من (٩) روى عنه في (١٠) أبواب (قال عبد) بن حميد: (حدثنا أبو نعيم) بصيغة السماع لا بالعنعنة (حدثنا عبد الواحد بن أيمن) المخزومي مولاهم أبو القاسم المكي، قال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، قال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في الثقات،