للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْوَاحِدِ بْنُ أَيمَنَ. حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيكَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، إِذَا خَرَجَ، أَقْرَعَ بَينَ نِسَائِهِ. فَطَارَتِ الْقُرْعَةُ عَلَى عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ، فَخَرَجَتَا مَعَهُ جَمِيعًا، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، إِذَا كَانَ بِاللَّيلِ، سَارَ مَعَ عَائِشَةَ، يَتَحَدَّثُ مَعَهَا

ــ

وقال في التقريب: لا بأس به، من (٥) روى عنه في (٢) النكاح والفضائل (حدثني) عبد الله بن عبيد الله (بن أبي مليكة) زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي المكي، ثقة، من (٣) روى عنه في (٢٠) بابا (عن القاسم بن محمد) بن أبي بكر الصديق التيمي المدني، ثقة، من (٣) روى عنه في (٥) أبواب (عن) عمته (عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من سداسياته (قالت) عائشة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج) في بعض أسفاره: (أقرع بين نسائه) وأزواجه، وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك مبالغة في تطييب قلوبهن إذ لم يكن القسم واجبًا عليه على خلاف المتقدم، وليست القرعة في هذا واجبة عند مالك لأنه قد يكون لبعض النساء من الغناء في السفر والمنفعة والصلاحية ما لا يكون لغيرها فتتعين الصالحة لذلك ولأن من وقعت القرعة عليها لا تُجبر على السفر مع الزوج إلى الغزو والتجارة وما أشبه ذلك، وإنما القرعة بينهن من باب تحسين العشرة إذا أردن ذلك وكن صالحات له، وقال أبو حنيفة بإيجاب القرعة في هذا وهو أحد قولي الشافعي ومالك أخذًا بظاهر هذا الحديث اهـ من المفهم.

وفي الحديث دليل على أن مدة السفر خارجة عن القسم بين الزوجات، وللزوج أن يختار من شاء منهن لمرافقته في السفر ولكن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرع بين نسائه تطييبًا لقلوبهن، وفيه جواز القرعة في مثل ذلك ولا تجوز القرعة عند الحنفية لإثبات الحقوق وإنما تجوز لتعيين أحد المحتملات المباحة.

(فطارت) أي خرجت (القرعة على عائشة وحفصة فخرجتا معه) صلى الله عليه وسلم، حالة كونهما (جميعًا) أي مجتمعين في الخروج معه (وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم) في ذلك السفر (إذا كان بالليل) أي في الليل (سار) ومشى (مع عائشة) رضي الله تعالى عنها، حالة كونه (يتحدث معها) أي مع عائشة لزيادة حبه لها، ظاهره أنه لم يكن يقسم بين عائشة وحفصة في المسير والحديث وأن ذلك كان مع عائشة دائمًا دون

<<  <  ج: ص:  >  >>