النووي: قال العلماء: معناه أن الثريد من كل طعام أفضل من المرق، فثريد اللحم أفضل من مرقه بلا ثريد، وثريد ما لا لحم فيه أفضل من مرقه، والمراد بالفضيلة هنا نفعه والشبع منه وسهولة مساغه والالتذاذ به وتيسر تناوله وتمكن الإنسان من أخذ كفايته منه بسرعة وغير ذلك فهو أفضل من المرق كله ومن سائر الأطعمة وفضل عائشة على النساء زائد كزيادة فضل الثريد على غيره من الأطعمة.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٤/ ٣٩٤]، والبخاري في مواضع منها ما أخرجه في الفضائل باب فضل عائشة [٣٧٦٩]، والترمذي في الأطعمة باب ما جاء في فضل الثريد [١٨٣٤]، والنسائي في كتاب عشرة النساء باب حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض [٣٩٥٧]، وابن ماجه في كتاب الأطعمة باب فضل الثريد على الطعام [٣٢٨٠] اهـ تحفة الأشراف.
"تنبيه مهم": وحديث أبي موسى الأشعري هذا ذكره البخاري في باب فضل عائشة، وكذا ذكره القرطبي هنا أعني في أواخر أحاديث فضل عائشة في تلخيص صحيح مسلم، وكذا في النسحة القديمة من صحيح مسلم ولا مناسبة له في باب فضل خديجة لأنه ليس فيه ذكر خديجة وقد أشكل ذكر هذا الحديث في باب فضل خديجة علينا مع بعض مشايخنا وأوّل ذلك البعض بان في هذا الحديث إسقاط خديجة وبذلك طابق ترجمة خديجة والآن بحثت عن هذا الحديث في جميع الأمهات وفي كتب من ذكره من غيرهم فوجدتهم ذكروه في هذا الباب فزال عني الإشكال في هذا الحديث فلله الحمد، فلذلك أخرته في تعليقنا هذا إلى هذا الموضع فصار الحديث مطابقًا لترجمة عائشة فيا عجبًا لشراح مسلم لم ينبهوا على مشكلة هذا الحديث فمروا عليه وقالوا هذا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباءهم في ضلال مبين.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثاني عشرة لحديث عائشة الأول بحديث آخر لها رضي الله عنها فقال:
٦١٤٦ - (٢٤٢٩)(١٨٣)(وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الرحيم بن سليمان) الكسائي أو الطائي أبو علي الأشل المروزي نزيل الكوفة، ثقة، من (٨) روى