الخصب وطيب الربيع تعني أنه خرج في زمن الخصب صباحًا من البيت (فلقي) أي رأى (امرأة معها ولدان لها كالفهدين) في كثرة الأكل والنوم (يلعبان من تحت خصرها) وكشحها (برمانتين) حقيقيتين، قال أبو عبيد: معناه أنها ذات كفل عظيم -وفي القاموس الكفل محركة العجز والدبر يُجمع على أكفال كسبب وأسباب -أي ذات دبر عظيم وعجيزة كبيرة فإذا استلقت على قفاها نتأ الكفل بها عن الأرض حتى تصير تحتها فجوة يجري فيها الرمان فكان الولدين كانا يلعبان برمانتين حقيقتين فيرمي بهما أحدهما من جانب وتخرجان من جانب آخر، وقال القرطبي: قال بعضهم: المراد بالرمانتين هنا ثديا المرأة ومعناه أن لها نهدين حسنين صغيران كالرمانتين، قال القاضي: وهذا أرجح لا سيما وقد رُوي (من تحت صدرها) و (من تحت درعها) ولأن العادة لم تجر برمي الصبيان الرمان تحت ظهور أمهاتهم ولا جرت العادة أيضًا باستلقاء النساء كذلك حتى يشاهده منهن الرجال، قالت أم زرع:(فطلقني) أبو زرع (ونكحها) أي ونكح تلك المرأة (فنكحت) أي تزوجت (بعده) أي بعد أبي زرع (رجلًا سريًا) أي رجلًا سيدًا شريفًا فالسري السين المهملة السيد الشريف يُجمع على سراة (ركب) فرسًا (شريًا) أي سريع الجري، والشري بالشين المعجمة من استشرى الفرس إذا لج في سيره ومضى فيه، وقال يعقوب: فرس شري خيار وهو بالمعجمة لا غير (وأخذ) رمحًا (خطيًا) بفتح الخاء المعجمة وكسرها أي رمحًا منسوبًا إلى الخط قرية من سيف الجر أي ساحله عند عمان والبحرين، قال أبو الفتح: قيل لها الخط لأنها على ساحل البحر والساحل يقال له الخط لأنه فاصل بين الماء والتراب وسميت الرماح خطية لأنها تحمل إلى هذا الموضع وتثقف فيه (و) رجلًا (أراح عليّ) في المساء أي رجع عليّ (نعما ثريا) أي نعمًا كثيرًا إلى مراحها أي أتى بها إلى مراحها بضم الميم وهو موضع مبيتها والنعم الإبل والبقر والغنم، وذكر بعضهم أن المراد به هنا الإبل فقط والثري الكثير من المال (وأعطاني) ذلك الرجل (من كل رائحة) أي من كل بهيمة رائحة من المرعى إلى المراح (زوجًا) أي اثنين اثنين والمراد بالرائحة هنا ما يروح من الإبل والبقر والغنم من المرعى إلى المراح في الليل