لا تبكيه) أي أو لا تبكي عليه سواء (ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها) في مصرعه (حتى رفعتموه) من مصرعه، قال النووي: معناه سواء بكت عليه أم لا، ما زالت الملائكة تظله من حر الشمس فقد حصل له من الكرامة هذا وغيره فلا ينبغي البكاء على مثل هذا اهـ.
قال القرطبي: قوله: (تبكيه أو لا تبكيه) هو إخبار عن غائبة ولو كان خطاب الحاضرة لقال تبكينه أو لا تبكينه بنون فعل الواحدة المخاطبة ويعني بهذا الكلام أن عبد الله مكرم عند الملائكة سواء بُكي عليه أو لم يبك وكون الملائكة تظله بأجنحتها إنما ذلك لاجتماعهم عليه وتزاحمهم على مبادرة لقائه والصعود بروحه الكريمة الطيبة ولتبشره بما له عند الله تعالى من الكرامة والدرجة الرفيعة والله تعالى أعلم اهـ من المفهم.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة فيه ثانيًا فقال:
٦٢٠١ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا عبد بن حميد) بن نصر الكسي (حدثنا روح بن عبادة) بن العلاء القيسي البصري، ثقة، من (٩) روى عنه في (١٤) بابا (حدثنا) عبد الملك بن عبد العزيز (بن جريج) الأموي المكي، ثقة، من (٦) روى عنه في (١٦) بابا (ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم) بن راهويه الحنظلي المروزي، ثقة، من (١٠)(أخبرنا عبد الرزاق) ابن همام الحميري الصنعاني، ثقة، من (٩)(حدثنا معمر) بن راشد الأزدي البصري، ثقة، من (٧)(كلاهما) أي كل من جريج ومعمر رويا (عن محمد بن المنكدر عن جابر) بن عبد الله رضي الله عنه. وهذان السندان من خماسياته، غرضه بسوقهما بيان متابعتهما لسفيان بن عيينة وشعبة بن الحجاج وساقا (بهذا الحديث) السابق في رواية سفيان وشعبة (غير أن) أي لكن أن (ابن جريج ليس في حديثه) أي في روايته (ذكر الملائكة و) ذكر (بكاء الباكية).