للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَمَيَّ. فَقَالتْ: مَكَانَكَ يَا أَبَا هُرَيرَةَ، وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ. قَال: فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَت دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا. فَفَتَحَتِ الْبَابَ. ثُمَّ قَالتْ: يَا أَبَا هُرَيرَةَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَن مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. قَال: فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيتُهُ وَأَنَا أَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ. قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبْشِرْ قَدِ اسْتَجَابَ اللهُ دَعْوَتَكَ وَهَدَى أُمَّ أَبِي هُرَيرَةَ. فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيهِ وَقَال خَيرًا.

قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ

ــ

من أجاف الرباعي من باب أقام يقيم يقال أجاف الباب إجافة إذا أغلقه وسكه بالغلق (فسمعت أمي خشف قدميَّ) بصيغة التثنية أي صوت وقعهما على الأرض (فقالت) لي من داخل البيت (مكانك) أي الزم مكانك (يا أبا هريرة) حتى أفتح الباب لك (وسمعت) أنا من داخل البيت (خضخضة الماء) أي صوت تحريك الماء وتروشه وإنما سمعه لأن أمَّه كانت تغتسل وفي الحديث إجابة دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمه (قال) أبو هريرة (فاغتسلت) أمي أي فرغت من غسلها (ولبست درعها) أي قميصها (وعجلت) أي استعجلت (عن) أخذ (خمارهما) ولبسه إلى الخروج إليّ من غير أن تغطي رأسها بالخمار (ففتحت الباب) عني (ثم قالت) لي (يا أبا هريرة) استمع لي كلمة الإسلام وأنا أريده فقالت (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله) صلى الله عليه وسلم (قال) أبو هريرة (فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم) إخبارًا له بالبشارة (فأتيته وأنا أبكي من) أجل (الفرح) والسرور بإسلام أمّي (قال) أبو هريرة فـ (قلت) له صلَّى الله عليه وسلم (يا رسول الله أبشر) بإجابة دعوتك لأمي فإنه (قد استجاب) أي أجاب (الله) سبحانه وتعالى (دعوتك) لها بالهداية (وهدى) الله سبحانه بفضله وكرمه (أمَّ أبي هريرة) إلى الإسلام فأقرت الشهادتين (فحمد الله) سبحانه أي حمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه على إجابة دعوته بتنزيهه من النقائص (وأثنى) رسول الله صلى الله عليه وسلم (عليه) تعالى بوصفه بالكمالات (وقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم وفقت أمك (خيرًا) عظيمًا يعني إسلامها أو قال كلامًا خيرًا أي حسنًا في الدعاء لها (قال) أبو هريرة فـ (ـقلت يا رسول الله ادع الله) لنا (أن يُحببني) الله تعالى (أنا وأمي إلى عباده

<<  <  ج: ص:  >  >>