بالشراء والبيع (بالأسواق) أي في الأسواق والأسواق جمع سوق والسوق تذكر وتؤنث وسميت سوقًا لقيام الناس بها على سوقهم وقيل لسوق الناس إليها ما يُباع اهـ نووي "والصفق" بسكون الفاء مصدر لصفق من باب ضرب أصله ضرب اليد على اليد وجرت به عادتهم عند التبايع فكان التصفيق علامةً لتمام عقد البيع فاستعيرت الكلمة للعقد (وكانت الأنصار يشغلهم) عن ملازمة رسول الله صلى الله عليه وسلم (القيام) بالأشغال العائدة (على) إصلاح (أموالهم) أي على بساتينهم ومزارعهم يعني به الزراعة والحصد والدياسة والغرس والتلقيح والقطف والتجفيف مثلًا وقد صرَّح به في رواية يونس الآتية "كان يشغلهم عمل أرضهم"(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) يومًا من الأيام (من يبسط ثوبه) ويمد إلى أن أفرغ من مقالتي عليه ثم جمع أطراف ثوبه وجمعه إلى صدره فمن اسم شرط جازم جوابه (فلن ينسى شيئًا سمعه منِّي) بعد ذلك والفاء في قوله فلن ينسى رابطة الجواب بالشرط وجوبًا لاقترانه بلن قال أبو هريرة (فبسطت ثوبي حتى قضى) رسول الله صلى الله عليه وسلم (حديثه) أي مقالته تلك (ثم) جمعت ثوبي فـ (ضممته إليَّ) أي إلى صدري (فما نسيت) بعد ذلك (شيئًا سمعته منه) صلَّى الله عليه وسلم ببركة دعائه قال النووي في هذا الحديث معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بسط ثوب أبي هريرة اهـ قوله "من يبسط ثوبه" ووقع في رواية شعيب عن الزهري عند البخاري في البيوع وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث يحدّثه "إنه لن يبسط أحدٌ ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعي ما أقول" قوله "فما نسيت شيئًا سمعته منه" وفي رواية شعيب المذكورة فبسطت نمرةً عليَّ حتى إذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته جمعتها إلى صدري فما نسيت من مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم من شيء.
وهذا يدل على أن بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت لخصوص تلك المقالة التي كان يقولها إذ ذاك .. وقد أخرج الترمذي رقم [٣٨٣٥] من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة وصححه قال قلت يا رسول الله أسمع منك أشياء فلا أحفظها قال