للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَكُنْتُ أَلْزَمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَلَى مِلْءِ بَطْنِي، فَأَشْهَدُ إِذَا غَابُوا، وَأَحْفَظُ إِذَا نَسُوا، وَلَقَدْ قَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا: "أَيُّكُمْ يَبْسُطُ ثَوْبَهُ فَيَأْخُذ مِنْ حَدِيثِي هَذَا، ثُمَّ يَجْمَعُهُ إِلَى صَدْرِهِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَنْسَ شَيئًا سَمِعَهُ" فَبَسَطْتُ بُرْدَةً عَلَيَّ، حَتَّى فَرَغَ مِنْ حَدِيثِهِ، ثُمَّ جَمَعْتُهَا إِلَى صَدْرِي، فَمَا نَسِيتُ بَعْدَ ذلِكَ الْيَوْمِ شَيئًا حَدَّثَنِي بِهِ. وَلَوْلا آيتَانِ أَنْزَلَهُمَا اللهُ فِي كِتَابِهِ مَا حَدَّثْتُ شَيئًا أَبَدًا: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} [البقرة: ١٥٩ - ١٦٠] إِلَى آخِرِ الآيَتَينِ

ــ

في الأسواق قال القرطبي والصفق بالأسواق التجارة فيها وقد تقدم أنهم كانوا يتواجبون بالأيدي فيصفق أحدهما في كف الآخر فإذا فعلوا ذلك وجب البيع فسمي البيع صفقًا بذلك اهـ من المفهم (وكنت ألزم) وأصحب (رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني) أي مع شبع بطني وكفها عن الشهوات (فأشهد) رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا غابوا) أي غاب إخواني المذكورون عنه (وأحفظ) أحاديثه (إذا نسو) ها (و) أقسم لكم بالإله الذي لا إله غيره على أنه (لقد قال) لنا (رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا) من الأيام (أيكم يبسط ثوبه فيأخد من حديثي هذا) يعني الذي قال على الثوب حين بُسط والمراد بأخذه قوله معه صلى الله عليه وسلم مشافهة عندما قال (ثم يجمعه) أي يجمع ثوبه ويلفه ثم يضمه (إلى صدره فإنه) أي فإن ذلك الباسط ثوبه (لم ينس) بعد ذلك (شيئًا سمعه) من الأحاديث قال أبو هريرة (فبسطت) أنا (بردة) كانت (عليّ) في ذلك الوقت البردة كساء مخطط تلبسه الأعراب (حتى فرغ) رسول الله صلى الله عليه وسلم (من حديثه) الذي قاله على البردة (ثم جمعتها) أي ثم جمعت البردة وضممتها (إلى صدري فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئًا حدثني به) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ولولا) مخافة الكتمان الذي تضمنته (آيتان أنزلهما الله) تعالى (في كتابه) العزيز (ما حدثت شيئًا) قليلًا ولا كثيرًا من الأحاديث (أبدًا) أي مدة حياتي خوفًا من تعيير الناس عليّ وسوء ظنهم بي بالكذب والافتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم والآيتان هما قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} [البقرة: ١٥٩ - ١٦٠] إلى آخر الآيتين).

"وقوله يقولون ما بال المهاجرين والأنصار لا يتحدثون مثل أحاديثه" قال القرطبي: هذا الإنكار خلاف إنكار عائشة الآتي في حديثها رضي الله عنها فإنها إنما أنكرت سرد الحديث وهؤلاء أنكروا على أبي هريرة أن يكون أكثر الصحابة حديثًا وهذا إنكار استبعاد

<<  <  ج: ص:  >  >>