للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَخُذُوهُ مِنْهَا" فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيلُنَا، فَإذَا نَحْنُ بِالْمَرْأَةِ. فَقُلْنَا: أَخْرِجِي الْكِتَابَ. فَقَالتْ: مَا مَعِي كِتَابٌ. فَقُلْنَا: لَتُخْرِجنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَتُلْقِيِنَّ الثِّيَابَ، فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا، فَأَتَينَا بِهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ. فَإِذَا فِيهِ: مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى نَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، يُخْبِرُهُمْ

ــ

(فخذوه) أي فخذوا ذلك الكتاب (منها) أي من تلك المرأة قال النووي فيه هتك أستار الجواسيس بقراءة كتبهم سواء كان رجلًا أو امرأة وفيه هتك ستر المفسدة إذا كان فيه مصلحة وعلى هذا تحمل الأحاديث الواردة في الندب إلى الستر اهـ (فانطلقنا) أي ذهبنا معاشر الثلاثة من المدينة إلى روضة خاخ حالة كوننا (تعادى) أي تجري وتعدو (بنا خيلنا) وتسرع بنا في سيرها وقوله "تعادى" بحذف إحدى التاءين أصله تتعادى مضارع تعادى الخماسي نظير ترامى ثلاثيّه عدا من باب دعا من العدو وهو الجري والسير السريع فوصلنا إلى روضة خاخ (فإذا نحن) راؤون (بالمرأة) الظعينة والفاء في قوله "فإذا" عاطفة على محذوف كما قدرناه في الحل وإذا فجائية والتقدير فوصلنا إلى روضة خاخ ففاجأنا رؤية الظعينة (فقلنا) لها (أخرجي) إلينا (الكتاب) المحمول معك (فقالت ما معي كتاب فقلنا) لها والله إمَّا (لتخرجنَّ الكتاب) الذي معك (أو لتلقين) أي أو لترمين (الثياب) التي عليك لنفتش الكتاب فيها وفي بعض روايات البخاري "أو لنلقين الثياب" بالنون على صيغة المتكلمين وفي رواية عنده في الجهاد [٣٥٨١] "لتخرجن أو لأُجردنك" وهو أوضح (فأخرجته) أي أخرجت الكتاب (من عقاصها) أي من شعرها المضفور جمع عقيصة وفي المفهم والعقاص بكسر أوله الشعر المعقوص أي المضفور أو الخيط الذي يعتقص به أطراف الذوائب والملصق في القوم وهو الذي لا نسب له فيهم وهو الحليف والنزيل والدخيل قال عليّ بن أبي طالب (فأتينا به) أي بالكتاب (رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه) أي في ذلك الكتاب والرسالة هذه رسالة أرسلت (من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين من أهل مكة) صفة ثانية لناس أو بدل من الجار والمجرور قبله وكان حاطب رجلًا من أهل اليمن فحالف الزبير بن العوام رضي الله عنه وأقام مع قريش وكان من فرسانهم وشعرائهم وقد شهد بدرًا والحديبية وبعث معه النبي صلى الله عليه وسلم كتابًا إلى مقوقس مصر مات سنة ثلاثين أيام خلافة عثمان وله خمس وستون سنة كذا في الإصابة [١/ ٢٩٩ و ٣٠٠] كما مرّ آنفًا حالة كون حاطب (يخبرهم) أي يخبر

<<  <  ج: ص:  >  >>