لمشركي مكة (ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم) وشؤونه من الاستعداد لهم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبًا (فقال) له (رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حاطب ما هذا الكتاب) الذي كتبته إلى المشركين من أسرارنا (قال) حاطب (لا تعجل عليَّ) أي لا تستعجل عليَّ بالمؤاخذة (يا رسول الله) حتى أبين لك عن سبب هذا الكتاب وذلك (إني كنت امرأً ملصقًا في قريش) قال القرطبي والملصق في القوم هو الذي لا نسب له فيهم وهو الحليف والدخيل كما فسره سفيان بن عيينة على سبيل الإدراج فيما ذكره المؤلف بقوله (قال سفيان) بن عيينة بالسند السابق يعني حاطب بقوله كنت امرأ ملصقًا في قريش (كان حليفًا لهم) أي لقريش أي معاقدًا معه عقد الحلف والمناصرة والموارثة (ولم يكن) حاطب (من أنفسها) أي من أنفس قريش ونسبها يعني لم أكن من قريش نسبًا وإنما نسبت إليهم بحكم حلافتي مع بعضهم وكان حليفًا للزبير كما مر آنفًا (وكان ممن كان معك) أي لمن كان معك (من المهاجرين) وقوله (لهم) توكيد لفظي لقوله "ممن كان معك" على كون من بمعنى اللام قوله "وكان ممن معك" قال القرطبي كذا وقع هذا اللفظ "ممن" بزيادة من وفي بعض النسخ "وكان من معك" باسقاط من الجارة وهو الصواب لأن من لا تزاد في الواجب عند البصريين وأكثر أهل اللسان وقد أجاز ذلك بعض الكوفيين والمعنى وكان من معك من المهاجرين لهم (قرابات) أي مع أهل مكة (يحمون) أي يحمي ويحفظ أهل مكة (بها) أي بسبب تلك القرابة (أهليهم) أي أهل من معك من المهاجرين (فأحببت) أنا أي وددت أنا (إذْ فاتني ذلك) أي قرابة يحمون بها أهلي (من النسب) العريق (فيهم أن أتخذ) وأكتسب (فيهم) أي عندهم أي عند أهل مكة من المشركين (يدًا) أي نعمةً ومنةً (يحمون بها) أي بتلك اليد (قرابتي) أي أهل قرابتي الذين بقوا في مكة (ولم أفعله) أي ولم أفعل ذلك الكتاب ولم أكتبه (كفرًا)