مكة والمدينة" توسعًا لأن الطائف من توابع مكة ولكن الصواب ما قررناه أولًا والله أعلم (ومعه) صلى الله عليه وسلم (بلال) الحبشي مؤذنه (فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم) بالنصب على المفعولية (رجل أعرابي) بالرفع على الفاعلية قال ابن حجر في الفتح [٨/ ٤٦] رقم [٤٣٢٨] لم أقف على اسمه ولم يعينه أحدٌ من الشراح اهـ من تنبيه المعلم (فقال) الأعرابي (ألا تنجز لي) أي ألا توفي (لي يا محمد ما وعدتني) من العطاء قال الحافظ يحتمل أن الوعد كان خاصًّا به ويحتمل أن يكون عامًا وكان طلبه أن يعجل له نصيبه من الغنيمة فإنه صلى الله عليه وسلم كان أمر أن تجمع غنائم حنين بالجعرانة وتوجه هو بالعساكر إلى الطائف فلما رجع منها قسم الغنائم حينئذ بالجعرانة فلهذا وقع في كثير ممن كان حديث عهد بالإسلام استبطاء الغنيمة اهـ منه (فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشر) بالعطاء الوافر بهمزة قطع أي أبشر بقرب القسمة أو بالثواب الجزيل على الصبر وفيه ثلاث لغات "أبشر" رباعيًّا يقال أبشرته أبشره إبشارًا ومنه قوله تعالى: {وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}[فصلت: ٣٠]، وبشر مشددًا يبشر تبشيرًا ومنه قوله: {فَبَشِّرْ عِبَادِ (١٧) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ} [الزمر: ١٧، ١٨]، والثالثة بشرت الرجل ثلاثيًّا مفتوح العين أبشره بالضم بشرًا بالسكون وبشورًا والاسم البشارة بكسر الباء وضمها والبشرى تقتضي مبشَّرًا به فإذا ذكر تعين وإذا سكت عنه صلح أن يراد به العموم والبشرى خبر بما يسر وسميت بذلك لأنها تظهر السرور على بشرة المبشر وأصله في الخير وقد يقال في الشر توسعًا كقوله تعالى:{فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}[التوبة: ٣٤]، اهـ من المفهم.
(فقال له الأعرابي أكثرت عليَّ) يا محمد (من) قولك (أبشر) أبشر وهذا قول جلف جاهل بحال النبي صلى الله عليه وسلم وتقدر البشرى التي بشره بها النبي صلى الله عليه وسلم لو قبلها لكنها عرضت عليه فحرمها وقضيت لغيره فقبلها وهو أبو موسى وبلال كما ذكره في قوله (فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم) بوجهه الشريف (على أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان) أي حالة كونه موصوفًا بصفة الغضبان أي بصفة غضب على