هريرة) رضي الله عنه وهذا السند أيضًا من خماسياته (قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرُ نساء ركبن الإبل) أي خير نساء العرب لأنهم الذين يكثر منهم ركوب الإبل وبما أن العرب يفضلون على غيرهم فمن كان خير العرب كان خير سائر الناس من باب أولى لا محالة وحاصله تفضيل نساء قريش على جميع النساء في زمنهن وقيل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما وصف النساء بركوب الإبل لإخراج مريم عليها السلام فإنها لم تركب بعيرًا قط كما صرّح به أبو هريرة في الرواية الآتية والمراد أن نساء قريش أفضل من جميع النساء سوى مريم عليها السلام ولكن هذا التوجيه استبعده العلماء نظرًا إلى سياق الحديث فإن النبي صلى الله عليه وسلم إنما ذكر نساء عصره ولا تدخل فيهن مريم حتى يحتاج إلى إخراجها ثم إنّ بيان أفضلية نساء قريش إنما جاء من حيث المجموع فلا يستلزم أن تكون كل امرأة من قريش أفضل من كل امرأة من غيرهن اهـ من التكملة (قال أحدهما) أي أحد الروايين عن أبي هريرة وهما الأعرج وطاوس (صالحُ نساء قريش) بزيادة لفظة صالح (وقال الآخر) منهما (نساء قريش) بإسقاط لفظة صالح وهو على الروايتين خبر عن قوله "خير نساء ركبن".
قال القرطبي قوله:"صالح نساء قريش" هذا تفضيل لنساء قريش على نساء العرب خاصة لأنهم أصحاب الإبل غالبًا وقد جاء في الرواية الأُخرى "خير نساء ركبن الإبل: نساءُ قريش" ولم يذكر "صالح" وهو مراد حيث سكت عنه ويحمل مطلق إحدى الروايتين على مقيد الأخرى ويعني بالصلاح هنا صلاح الدين وصلاح المخالطة للزوج وغيره كما يدل عليه قوله (أحناه) أي أحنى ما ذكر من نساء ركبن الإبل (على يتيم) وولد (في صغره) وهو صيغة تفضيل من الحنو وهو الشفقة وهو بدل من المبتدإ وكان القياس أن يقول "أحناهنّ" بضمير جمع الإناث لأنه يعود على نساء ركبن الإبل ولكن العرب كثيرًا ما يتكلمون به مفردًا كما تقدم في فضائل أبي سفيان والحانية على ولدها هي التي تقوم عليهم في حال يتمه فلا تتزوج فإن تزوجت فليست بحانية قاله الهروي أو مبتدأ خبره محذوف وكذا قوله: (وأرعاه) أي أرعى نساء ركبن الإبل وأحفظهن (على زوج في ذات يده) أي