عمر فنسبهم أن أم إسماعيل منهم وصهرهم أن رسول الله تسرَّى منهم قال ابن لهيعة أم إسماعيل هاجر أم العرب من قرية كانت أمام الفرما وأُم إبراهيم مارية سرية النبي صلّى الله عليه وسلم التي أهداها له المقوقس من حفن من كورة أنصنا والمدرة واحدة المدر والعرب تسمي القرية المدرة وأهل المدر القرى والسحم السود جمع أسحم وهو الشديد الأدمة وفوقه الصحمة بالصاد والجعاد المتكسرو الشعور وهذه أوصاف أهل صعيد مصر غالبًا وقد تقدم ذكر هاجر والفرما قرية من عمل سعيد مصر سميت باسم بانيها وهو الفرما بن قليقس ويقال ابن قليس ومعناه محب الغرس وهو أخو الإسكندر بن قليس اليوناني ذكره الطبري وذكر أن الإسكندر حين بنى الإسكندرية قال أبني مدينة فقيرة إلى الله تعالى غنية عن الناس وقال الفرما أبني مدينة غنية عن الله فقيرة إلى الناس فسلّط الله عليها الخراب سريعًا فذهب رسمها وبقيت الإسكندرية وسميت مصر بمصر بن النبيط ولد كوش بن كنعان وقال أبو العباس اشتقاق مصر من المصر وهو القطع كأنها قطعت من الخراب ومنه المصر الحاجز ومصور الدار حدودها وحفن قرية مارية سُرّية النبي صلّى الله عليه وسلم بالصعيد معروفة وهي التي كلم الحسن بن علي معاوية أن يضع الخراج عن أهلها لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم ففعل معاوية ذلك ذكره أبو عبيد في الأموال وأنصنا مدينة السحرة وحفن من عملها والمقوقس هو ملك مصر بعث له رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة وجبرًا مولى أبي رهم بكتاب فلم يبعد عن الإسلام وأهدى له مارية ويقال وأختها سيرين وبغلة تسمى الدلدل والدلدل القنفذ العظيم والمقوقس المطول للبناء يقال في المثل أنا في القوس وأنت بالقوقوس فمتى نجتمع اهـ من المفهم قوله "فإذا رأيتم رجلين يختصمان في موضع لبنة فاخرج منها" قال القرطبي أيضًا يعني بذلك كثرة أهلها ومشاحتهم في أرضها واشتغالهم بالزراعة والغرس عن الجهاد وإظهار الدين ولذلك أمره أي أمر أبا ذر بالخروج منها إلى مواضع الجهاد ويحتمل أن يكون ذلك لأن الناس إذا ازدحموا على الأرض وتنافسوا في ذلك كثرت خصومتهم وشرورهم وفشا فيهم البخل والشر فتعين الفرار من محل يكون كذلك إن وجد محلًا آخر خليًا عن ذلك وهيهات كان هذا في الصدر الأول وأما اليوم فوجود ذلك في غاية البعد إذ في كل واد بنو سعد واللبنة الطوبة وتجمع على لبن وفيه من الفقه الأمر بالرفق بأهل أرياف مصر وصعيدها والإحسان إليهم وخصوصًا أهل تينك القريتين لما ذكر