للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ. فَأَبَتْ أَنْ تَأْتِيَهُ. فَأَعَادَ عَلَيهَا الرَّسُولَ: لَتَأْتِيَنِّي أَوْ لأَبْعَثَنَّ إِلَيكِ مَنْ يَسْحَبُكِ بِقُرُونِكِ. قَال: فَأَبَتْ وَقَالتْ: وَاللهِ لَا آتِيَكَ حَتَّى تَبْعَثَ إلَيَّ مَنْ يَسْحَبُنِي بِقُرُونِي. قَال: فَقَال: أَرُونِي سِبْتَيَّ. فَأَخَذَ نَعْلَيهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ يَتَوَذَّفُ، حَتَّى دَخَلَ عَلَيهَا. فَقَال: كَيفَ رَأَيتِنِي صَنَعْتُ بِعَدُوِّ الله؟ قَالتْ: رَأَيتُكَ أَفْسَدْتَ عَلَيهِ دُنْيَاهُ، وَأَفْسَدَ عَلَيكَ آخِرَتَكَ. بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ لَهُ: يَا ابْنَ ذَاتِ النِّطَاقَينِ! أَنَا، وَاللهِ ذَاتُ النِّطَاقَينِ. أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكُنْتُ أَرْفَعُ بِهِ

ــ

(أسماء بنت أبي بكر) الصديق رضي الله عنهما لتأتي إلى ابنها فتنظر كيف فعلوا به (فأبت) أي امتنعت أمه (أن تأتيه) أي أن تأتي الحجاج (فأعاد عليها) مرة ثانية (الرسول) فحلف عليها وقال والله (لتأتيني أو لأبعثن) أي لأرسلن (إليك من يسحبك) أي يجرك على الأرض (بقرونك) أي بضفائر شعرك والقرون الضفائر (قال) أبو نوفل (فأبت) أسماء وامتنعت أن تأتي إليه (وقالت والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني) ويجرني إليك (بقروني) أي بضفائري (قال) أبو نوفل (فقال) الحجاج لمن عنده (أروني سبتي) أي سبتين ونعلين لي تثنية سبت بكسر السين وسكون الموحدة وهي النعل التي لا شعر عليها (فأخذ) الحجاج (نعليه ثم انطلق) أي ذهب الحجاج إلى أسماء حالة كونه (يتوذف) بتشديد الذال المعجمة من باب تفعل الخماسي قال أبو عبيد معناه يسرع وقال أبو عمرو معناه يتبختر اهـ نووي (حتى دخل عليها) أي على أسماء (فقال) لها (كيف رأيتني) بكسر التاء خطابًا لأسماء أي كيف علمتني (صنعت) وفعلت (بعدو الله) ابنك هل أصبت أم أخطأت (قالت) له أسماء (رأيتك) أي عرفت أنك (أفسدت عليه دنياه) بقتله (و) أنه (أفسد عليك آخرتك) بظلمه (بلغني) أي وصلني بواسطة الناس (أنك) يا حجاج (تقول له) أي لولدي عبد الله بن الزبير تحقيرًا له (يابن) امرأة (ذات النطاقين) وهو لقب أسماء بنت أبي بكر الصديق أم عبد الله قال العلماء النطاق أن تلبس المرأة ثوبها ثم تشد وسطها بشيء وترفع وسط ثوبها وترسله على الأسفل تفعل ذلك عند معاناة الأشغال لئلا تعثر في ذيله اهـ نووي قال الأبي وهذا المعنى أراد الحجاج بقوله لها ذات النطاقين تعريضًا لإهانتها بالخدمة لأن التي تنتطق أي تتحزم إنما هي الخادم لتقوى على الخدمة ولذلك أجابته بقولها (أنا والله ذات النطاقين) أي أنا المرأة التي جعلت نطاقها وهو ما تشد به المرأة وسطها نصفين (أما أحدهما) أي أحد النصفين (فكنت) أربط و (أرفع به) أي

<<  <  ج: ص:  >  >>