للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

طَعَامَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَطَعَامَ أَبِي بَكْرِ مِنَ الدَّوَابِّ. وَأَمَّا الآخَرُ فَنِطَاقُ الْمَرْأَةِ الَّتِي لا تَسْتَغْنِي عَنْهُ، أَمَا إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا "أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا" فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَرَأَينَاهُ. وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَلَا إخَالُكَ إلا إِيَّاهُ. قَال: فَقَامَ عَنْهَا وَلَمْ يُرَاجِعْهَا

ــ

بذلك النصف وأعلق (طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعام أبي بكر) الصديق أي زادهما في سفر هجرتهما (من الدّواب) أي على جنس الدواب أي على راحلتهما فمن بمعنى على والمراد بالدواب الجنس الصادق بدابتين (وأما) النصف (الآخر فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه) أي وأما النصف الآخر من الشقين فجعلته على وسطي فكان لي مثل نطاق المرأة الذي لا تستغني عنه المرأة غالبًا وفي خدمتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ما لا يقادر قدره من الشرف فليس ذلك نقصًا ومهانة.

وقال القاضي عياض وقع تفسير النطاقين في البخاري بأبين من هذا وأنها لما صنعت سفرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسفرة أبي بكر حين هاجرا شقت نطاقها نصفين فربطت السفرة بأحدهما وانتطقت بالآخر اهـ.

ثم قالت أسماء (أما) حرف استفتاح وتنبيه أي انتبه واستمع مني ما أقول لك (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدَّثنا) أي أخبرنا (أن) الله سبحانه وتعالى سيظهر (في ثقيف) قبيلة مشهورة في الطائف وغيره شخصًا (كذّابًا) أي شديد الكذب لأنه يدعي النبوة وهو المختار بن أبي عبيد فإنه تنبأ وتبعه ناس كثير حتى أهلكه الله تعالى (و) شخصًا (مبيرًا) أي مهلكًا كثير القتل للناس ظلمًا (فأما الكذّاب فـ) ـقد (رأيناه) قد أهلكه الله تعالى (وأما المبير فلا إخالك) بكسر الهمزة على الأشهر وهو على خلاف القياس وضبطه بعضهم بفتح الهمزة وهو صحيح لغة وقياسًا ولكن الأول هو الجاري على ألسنة كثير من العرب أي فأما المبير الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فلا أظنك أيها الحجاج (إلا إيّاه) أي إلا ذلك المبير ففي العبارة قلب أي فلا أظن ذلك المبير إلا إياك (قال) أبو نوفل (فقام) الحجاج (عنها) أي من عند أسماء (ولم يراجعها) جوابًا لكلامها بل سكت عنها وحاصل هذا القول أنها جعلت الحجاج مصداقًا للمبير الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهوره من ثقيف وكان الحجاج من ثقيف وكان معروفًا بسفك الدماء والله أعلم وهذا الحديث مما انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>