للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَكَانَ رَاعِي ضَأْنٍ يَأوي إِلَى دَيرِهِ. قَال: فَخَرَجَتِ امرَأَةٌ مِنَ الْقريَةِ فَوَقَعَ عَلَيها الراعِي. فَحَمَلَتْ فَوَلَدَتْ غُلامًا. فَقِيلَ لَها: مَا هذا؟ قَالتْ: مِنْ صَاحِبِ هذا الدَّيرِ. قَال:

ــ

عليه وسلم (وكان راعي ضأن يأوي) أي ينضم (إلى ديره) ويجاورها والدير بفتح الدال المهملة وسكون الياء كنيسة منقطعة عن العمارة تنقطع فيها رهبان النصارى لتعبدهم وهي بمعنى الصومعة المذكورة في الرواية الأخرى وهي نحو المنارة ينقطعون فيها عن الوصول إليهم والدخول عليهم (قال) النبي صلى الله عليه وسلم (فخرجت امرأة) بغية (من القرية) إلى محل الراعي ففتنته (فوقع عليها الراعي) أي جامعها اسم ذلك الراعي صهيب اهـ تنبيه المعلم وقال ابن حجر في الفتح [٦/ ٤٨٢] قلت ولم أقف على اسم هذا الراعي ويقال إن اسمه صهيب اهـ (فحملت) منه حملًا (فولدت غلامًا) أي وّلدًا ذكرًا وفي تنبيه المعلم قال شيخنا اسمه بابوس اهـ وكتبت إلى شيخنا معترضًا عليه أن بابوس ليس علمًا عليه وإنما هو ولد كل شيء في صغره كما قال صاحب جامع اللغة فكتب إلى قلت ذلك لأنه جزم به أحمد بن نصر الداودي المالكي شارح البخاري فيما نقله عنه عبد الواحد بن محمد السفاقسي المعروف بابن التين في شرح البخاري بأنه اسم علم لهذا الغلام وكونه اسما لكل شيء صغير لا يمنع أن يكون علمًا لهذا الغلام اهـ من تنبيه المعلم وبابوس هذا بموحدتين بينهما ألف وسين مهملة في آخره اهـ منه قوله "فخرجت امرأة من القرية" قال ابن حجر في الفتح [٦/ ٤٨٠] ولم أقف في شيء من الطرق على اسم هذه المرأة لكن في حديث عمران بن حصين أنها كانت بنت ملك القرية قلت وعند النقاش في فنون العجائب في [٤٩ - ٥٩] أنها كانت بغيًا وأنها كانت راعية معزى ولا تعارض بين هذه الأقوال كلها فيما ذكر ابن حجر فقال ويمكن الجمع بين هذه الروايات بأنها خرجت من دار أبيها بغير علم أهلها متنكرة وكانت تعمل الفساد إلى أن ادّعت أنها تستطيع أن تفتن جريجًا فاحتالت بعد أن خرجت في سورة راعية ليمكنها أن تأوي إلى ظل صومعته لتتوصل بذلك إلى فتنته وسيأتي في رواية ابن سيرين أنها كانت امرأة بغيًا وأرادت أن تفتن جريجًا فعرضت نفسها عليه فأبى فأمكنت راعيًا من نفسها.

(فقيل لها) لم أر من بين اسم هذا القائل (ما هذا) الغلام ممن حملته (قالت) حملته (من صاحب هذا الدير) أي من صاحب هذه الصومعة (قال) رسول الله صلى الله

<<  <  ج: ص:  >  >>