للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أتتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي. فَقَالتْ: يَا جُرَيجُ. فَقَال: يَا رَبِّ، أُمِّي وَصَلاتِي. فَأَقْبَلَ عَلَى صَلاتهِ. فَانْصَرَفَتْ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي. فَقَالتْ: يَا جُرَيجُ فَقَال: أَي رَبِّ، أُمِّي وَصَلاتِي. فَأَقْبَلَ عَلَى صَلاتهِ. فَقَالتِ: اللَّهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى وُجُوهِ الْمُومِسَاتِ. فَتَذَاكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ جُرَيجًا وَعِبَادَتَهُ. وَكَانَتِ امْرَأَةْ بَغِيٌّ يُتَمَثَّلُ بِحُسْنِهَا. فَقَالتْ: إِنْ شِئْتُم لأَفْتِنَنَّهُ لَكُمْ. قَال: فَتَعَرَّضَتْ لَهُ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيهَا. فَأَتتْ رَاعِيًا كَانَ يَأْوي إِلَى صوْمَعَتِهِ فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا. فَوَقَعَ عَلَيهَا، فَحَمَلَتْ، فَلَمَّا وَلَدَتْ. قَالتْ: هُوَ مِنْ جُرَيجٍ، فَأَتوْهُ فَاسْتَنْزَلُوهُ وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ. فَقَال: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالُوا: زَنَيتَ بِهَذِهِ الْبَغِيِّ. فَوَلَدَتْ مِنْكَ. فَقَال: أَينَ الصَّبِيُّ؟ فَجَاؤُوا بِهِ. فَقَال: دَعُونِي حَتَّى أُصَلِّيَ، فَصَلَّى، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَتَى الصَّبِيَّ فَطَعَنَ فِي بَطْنِهِ. وَقَال: يَا غُلامُ، مَنْ أَبُوكَ؟

ــ

(أتته وهو يصلّي فقالت يا جريج فقال أي رب) أي يا رب (أمّي وصلاتي فأقبل على صلاته فقالت) في اليوم الثالث داعية عليه (اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات) أي البغايا (فتذاكر بنو إسرائيل) فيما بينهم (جريجًا) أي اجتهاده في العبادة (و) كثرة (عبادته وكانت) فيهم (امرأة بغي) أي زانية (يتمثل بحسنها) وجمالها أي يضرب بجمالها المثل لانفرادها به (فقالت إن شئتم لأفتننَّه) أي لأختبرنّه (لكم) هل هو مخلص أم لا (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فتعرّضت) تلك البغية وطلبت (له) أي لجريج (فلم يلتفت إليها فأتت راعيًا كان يأوي) ويجاور (إلى صومعته فأمكنته من نفسها فوقع عليها) أي جامعها (فحملت) من الراعي حملًا (فلما ولدت قالت هو) أي هذا الولد ولدتُه (من جريج فأتوه) أي فأتى أهل القرية جريجًا (فاستنزلوه) أي طلبوا منه نزوله من الصومعة (وهدموا صومعته وجعلوا) يسبونه و (يضربونه فقال) لهم جريج (ما شأنكم) وحالكم ضربتموني وهدمتم صومعتي (قالوا) له (زنيت بهذه البغيّ) أي بهذه البغية (فولدت منك) ولدًا (فقال) لهم جريج: (أين الصبي) الذي ولدته مني (فجاؤوا به) أي بالصبي (فقال) لهم جريج (دعوني) أي اتركوني وأمهلوني (حتى أصلي) ما شاء الله (فلما انصرف) وفرغ من صلاته (أتى الصبيّ فطعن في بطنه وقال) للولد (يا غلام من أبوك) قد يقال إن الزاني لا يلحقه الولد وكيف يقول من أبوك وجوابه من وجهين أحدهما لعله كان

<<  <  ج: ص:  >  >>