للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: فُلانٌ الرَّاعِي. قَال: فَأقْبَلُوا عَلَى جُرَيجٍ يُقَبِّلُونَهُ وَيتَمَسَّحُونَ بِهِ. وَقَالُوا: نَبْنِي لَكَ صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ. قَال: لا، أَعِيدُوهَا مِنْ طِينٍ كَمَا كَانَتْ، فَفَعَلُوا.

وَبَينَا صَبِيٌّ يَرْضَعُ مِنْ أُمِّهِ. فَمَرَّ رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى دَابَّةٍ فَارِهَةٍ وَشَارَةٍ حَسَنَةٍ. فَقَالتْ أُمُّهُ: اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذَا. فَتَرَكَ الثَّدْيَ وَأَقْبَلَ إِلَيهِ فَنَظَرَ إِلَيهِ. فَقَال: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهِ فَجَعَلَ يَرْتَضِعُ.

قَال: فَكَأَني أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَمَ

ــ

شرعهم يلحقه والثاني أن المعنى من ماء من أنت يا غلام وسمّاه أبًا مجازًا اهـ نووي (قال) الغلام له أبي (فلان الراعي) أي راعي الضأن (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فأقبلوا) أي فأقبل القوم الذين ضربوه أولًا وشتموه (على جريج) ورجعوا إليه نادمين على ما فعلوه به حالة كونهم (يقبلونه) أي يقبلون رأسه (وبتمسحون به) ويعانقونه (وقالوا) له (نبني لك صومعتك) التي هدمناها عليك (من ذهب قال) جريج (لا) تبنوها لي من الذهب بل (أعيدوها) لي (من طين كما كانت) أولًا من طين (ففعلوا) ما أمرهم به أي أعادوها له من طين ثم ذكر الثالث من الصبية الثلاثة فقال (وبينا صبي يرضع من أمه) قال الحافظ في الفتح [٦/ ٤٨٣] لم أقف على اسم هذه المرأة ولا على اسم ابنها ولا على اسم أحد ممن ذكر في هذه القصة كذا قاله برهان الدين في تنبيه المعلم والفاء في قوله (فمرَّ رجلٌ راكبٌ) زائدة في جواب بينا (على دابة فارهة) أي على دابة نشيطة نجيبة قوية يقال فرهت بضم الراء فراهة وفراهة إذا نشطت وركضت (و) ملتبس ب (شارة) وهيئة ولبسة (حسنة) والشارة الهيئة واللباس والشارة بدون همزة الهيئة والمنظر واللباس الحسن الذي يتعجب منه ويشار إليه والمعنى مر عليها رجل راكب ذو شارة حسنة يعني أن الراكب كان في هيئة حسنة ولباس فاخر (فقالت أمه) أي أم الصبي (اللهم اجعل ابني مثل هذا) الراكب (فترك) الصبي (الثدي وأقبل إليه) أي إلى الراكب المار (فنظر إليه فقال اللهم لا تجعلني مثله) أي مثل هذا الراكب (ثم أقبل) الصبي (على ثديه) الذي يرتضع منه (فجعل) أي شرع (يرتضع) من الثدي اللبن ولم يتكلم بعد ذلك إلى أوان الكلام في العادة وقوله "لا تجعلني مثله" دعت أمه له بأن يكون مثل هذا الراكب لكونه صاحب ثروة وهيئة جميلة ولكن ردّ عليها الصبي وأبي أن يكون مثله لما في باطن الراكب من الكبر والعجب والتجبُّر (قال) أبو هريرة (فكأني أنظر) الآن (إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>