وهو) صلى الله عليه وسلم (يحكي) ويصف (ارتضاعه) أي ارتضاع الصبي. (بـ) ـوضع (إصبعه السبابة) الشريفة (في فمه) الشريف (فجعل) النبي صلَّى الله عليه وسلم (يمصّها) أي يمص سبابته حكاية لارتضاع الصبي من ثدي أُمِّه (قال) النبي صلى الله عليه وسلم (ومرُّوا) أي ومرّ قوم من الناس لم أر من ذكر أسماءهم من الشرّاح أي ومرّوا على ذلك الولد وأُمه وهو يرتضع (بجاربة وهم يضربونها ويقولون) لها (زنيت سرقت) بتاء خطاب المؤنثة في الفعلين (وهي) أي والحال أن الجارية (تقول حسبي الله) أي كافي الله من شرّهم (ونعم الوكيل) أي الموكول إليه أمور الخلق والمخصوص بالمدح هو الله سبحانه (فقالت أمُّه) أي أم الولد (اللهم لا تجعل ابني مثلها) أي مثل هذه الجارية (فترك) الصبي (الرضاع ونظر إليها) أي إلى الجارية المضروبة (فقال) الولد (اللهم اجعلني مثلها) أي مثل هذه الجارية (فهناك) أي فعندما قال الولد اللهمَّ اجعلني مثل هذه الجارية (تراجعا) أي تراجع الولد وأمه (الحديث) بينهما يعني جعلت الأم وابنها يتراجعان الكلام فيما بينهما فإن الأم كانت تزعم قبل ذلك أن الصبي ليس أهلًا للمخاطبة ولما صدرت منه كلمة أو كلمتان وكان ذلك على سبيل خرق العادة وتكرّر منه الكلام عرفت أنه يمكن مخاطبته ومساءلته (فقالت) لها (حلقى) أي أصابني الله بوجع في حلقي وهي بالف مقصورة كلمة جرت على ألسنتهم مجرى المثل لا يريدون معناه وهي في أصلها تقال فيمن أصيب حلقه بوجع فقولهم حلقى دعاء في الأصل بمعنى جعلك الله حلقى أي مصاب الحلق بوجع وهي هنا للدعاء على نفسها ولكنها من الكلمات التي تجري على ألسنتهم في معرض الدعاء الغير المقصود وكذلك كلمة عقرى وأكثر ما تستعمل الكلمتان معًا فيقال عقرى حلقى وقد مرت الكلمة في كتاب الحج في قصة حفصة بنت عمر رضي الله عنهما (مرَّ رجل حسن الهيئة) والصورة (فقلت اللهم اجعل ابني مثله فقلت) أنت أيها