إبراهيم بن سعد والليث بن سعد لحيوة بن شريح (أنَّه) أي أن ابن عمر (كان إذا خرج) وسافر من المدينة (إلى مكة كان له حمار يتروح عليه) أي كان يستصحب حمارًا ليستريح عليه (إذا ملَّ) وضجر من (ركوب) البعير و (الرَّاحلة) وكان له (عمامة يشد بها رأسه) إذا صدع (فبينا هو) أي ابن عمر (يومًا) راكب (على ذلك الحمار إذ مرّ به) أي على ابن عمر (أعرابي) أي رجل من سكان البادية (فقال) ابن عمر للأعرابي (ألست) أيها الرجل (ابن فلان بن فلان قال) الأعرابي (بلى) حرف يجاب به النفي فيكون لنفي النفي ونفي النفي إثبات والمعنى حينئذ ليس الأمر كما قلت من نفي النفي بل أنا ابن فلان بن فلان (فأعطاه) أي فأعطى ابن عمر الأعرابي (الحمار) الذي يتروَّح عليه (وقال) ابن عمر للأعرابي (اركب هذا) الحمار (و) خذ هذه (العمامة) و (اشدد بها رأسك) أي تعمم بها على رأسك (فقال له) أي لابن عمر (بعض أصحابه) أي بعض أصحاب ابن عمر (غفر الله لك) يا ابن عمر هل (أعطيت هذا الأعرابي حمارًا كنت تروّح) أي تستريح (عليه وعمامة كنت تشد بها رأسك فقال) ابن عمر (إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن من أبرّ البر) وأفضله وأكثره أجرًا (صلة الرجل) أي إعطاء الرجل جائزة وعطية (أهل ودّ أبيه) أي أهل محبة أبيه وصداقته (بعد أن يولّي) ويغيب أبوه موتًا أو بغيره ثم قال ابن عمر (وإنَّ أباه) أي أبا هذا الأعرابي كان صديقًا لـ) ـوالدي (عمر) بن الخطاب رضي الله عنه ولهذا الحديث أعطيته صلة عملًا به "قوله بعد أن يولّي " قال الأبي هو بضم الياء وفتح الواو وشد اللام المكسورة قال بعض الشافعية هذه الكلمة مما تخبط فيها الناس والذي أعرف فيها أنها مسندة إلى ضمير الأب أي بعد أن يغيب أبوه أو يموت اهـ وفي المشارق "بعد أن تولّى الأب" قال شارحه ابن ملك بفتح التاء أي غاب والغيبة أعم