٦٤١٨ - (٢٥٦٠)(١١٨)(حدَّثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب) الحارثي المدني ثقة من (٩) روى عنه في (٩) أبواب (حدثنا داود يعني ابن قيس) الفرّاء الدّباغ القرشي مولاهم أبو سليمان المدني ثقة من (٥) روى عنه في (٥) أبواب (عن عبيد الله بن مقسم) القرشي مولاهم مولى ابن أبي نمر ثقة من (٤) روى عنه في (٥) أبواب (عن جابر بن عبد الله) الأنصاري رضي الله عنهما وهذا السند من رباعياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتّقوا الظلم) بأخذ مال الغير بغير حق أو بالتناول من عرضه أو بغير ذلك (فإن الظلم ظلمات) أي فإنما نشأ الظلم من ظلمات القلب لأنه لو استنار بنور الهدى لاعتبر فإذا سعى المتقون بنورهم الذي حصل لهم بسبب التقوى اكتنفت ظلمات الظلم بالظالم حيث لا يغني عنه ظلمه شيئًا قال ابن مسعود رضي الله عنه يؤتى بالظلمة فيوضعون في تابوت من نار ثم يزجون فيها اهـ قسطلاني قال القرطبي ظاهره أن الظالم يعاقب يوم القيامة بأن يكون في ظلمات متوالية يوم يكون المؤمنون في نور يسعى بين أيديهم وبأيمانهم حين {يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} فيقال لهم: {ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا}[الحديد: ١٣]، وقيل إن معنى الظلمات هنا الشدائد والأهوال التي يكونون فيها كما فسر بذلك قوله تعالى:{قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}[الأنعام: ٦٣]، أي من شدائدهما وآفاتهما والأول أظهر اهـ من المفهم والمعنى خافوا عقوبة الظلم فإن عقوبة الظلم ظلمات تكون فيها الظلمة يوم القيامة (واتقوا الشحّ) أي واجتنبوا الشح والبخل عن أداء الواجبات المالية كالزكاة والكفارة وغرامة المتلفات (فإن الشحَّ) والبخل عن الواجبات (أهلك من كان قبلكم) من الأمم (حملهم) أي بعثهم الشح والحرص على الدنيا (على أن سفكوا) وأراقوا (دماءهم) أي على أن يريق بعضهم دماء بعض (و) حملهم الشحّ أيضًا على أن (استحلّوا) فروج (محارمهم) أو على أن استحلوا قطيعة محارمهم للحرص على الدنيا.