٦٥٠٠ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا أبو كريب) محمد بن العلاء (حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة (عن هشام) بن عروة (عن أبيه) عروة بن الزبير وهذا السند من خماسياته غرضه بيان متابعة أبي أسامة لأبي الأحوص (قال) عروة: (مرَّ هشام بن حكيم بن حزام على أُناس من الأنباط بالشام) هم فلّاحوا العجم والأنباط جمع نبط بفتح النون وسكون الباء وهم قوم ينزلون بالبطائح بين العراقين سموا بذلك لأنهم ينبطون الماء أي يحفرون عليه حتى يخرج على وجه الأرض يقال نبط الماء ينبط من بابي نصر وضرب إذا نبع وأنبط الحفار الماء إذا بلغ إليه والاستنباط استخراج العلوم ويقال على النبط: نبيط أيضًا، وكانوا إذ ذاك أهل ذمة، ولذلك عذبوا بالشمس وصب الزيت على رؤوسهم لأجل الجزية، وكأنهم امتنعوا من الجزية مع التمكن فعوقبوا لذلك فأما مع تبين عجزهم فلا تحل عقوبتهم بذلك ولا بغيره لأن من عجز عن الجزية سقطت عنه اهـ مفهم (قد أقيموا في الشمس فقال) هشام بن حكيم لمن عندهم (ما شأهم) أي ما شأن هؤلاء الأنباط يعذبون (فقالوا) له (حُبسوا في الجزية) أي بسبب إبائهم من أداء الجزية (فقال هشام) بن حكيم لمن عندهم (أشهد) أي احلف بالله (لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله) سبحانه (يعذب) يوم القيامة (الدين يعذبون الناس في الدنيا) بغير حق.
ثم ذكر المؤلف المتابعة فيه ثانيًا فقال:
٦٥٠١ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا أبو كريب حدثنا وكيع وأبو معاوية ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير) بن عبد الحميد (كلهم) أي كل من وكيع وأبي معاوية وجرير رووا (عن هشام) بن عروة (بهذا الإسناد) يعني عن عروة عن هشام بن حكيم