ممسك بيده (بنصولها) أي بأطرافها كي لا يجرح بها الناس (وقال ابن رمح) في روايته كان) الرجل (يصدِّق بالنبل) بإدغام التاء في الصاد لكونها من حروف الإطباق ودل هذا الحديث على أن هذا الرجل إنما جاء بها في المسجد ليتصدق بها بين من يحتاج إليها فكان غرضه حسنًا وإنما أمر بالإمساك لئلا يتضرر به غيره وهو غافل.
ثم استشهد المؤلف لحديث جابر بحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما فقال:
٦٥٠٦ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا هدّاب بن خالد) بن الأسود بن هدبة القيسي البصري ثقة من (٩) روى عنه في (٨) أبواب (حدثنا حمّاد بن سلمة) بن دينار الربعي البصري ثقة من (٨)(عن ثابت) بن أسلم البناني البصري (عن أبي بردة) الكبير عامر بن أبي موسى (عن أبي موسى) الأشعري رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مرَّ أحدكم) أيها المسلمون (في مجلس) قوم ومجمعهم (أو) مرَّ في (سوق) مشتملة على أخلاط من الناس (وبيده نبل) أي سهم (فليأخذ) أي فليمسك بيده (بنصالها) أي بحديدة تلك النبال كي لا يخدش ناسًا بها وقوله (ثم ليأخذ بنصالها ثم ليأخذ بنصالها) مرتين توكيد لفظي للأول (قال) أبو بردة بالسند السابق (فقال) لنا (أبو موسى) الأشعري فـ (ـوالله ما متنا) معاشير الصحابة (حتى سدَّدناها) أي حتى سددنا النبال وقومناها وقابل (بعضنا) إيَّاها (في وجوه بعض) منَّا وقصدنا بها قتل إخواننا من السداد وهو القصد والمقاومة بها إلى وجوه بعض منهم.
قال القرطبي يعني ما مات معظم الصحابة رضي الله عنهم حتى وقعت بينهم الفتن