المعروف شيئًا" هو أصل كبير نافع جدًّا فإن الشيطان ربما يمنع المرء عن تعاطي الخيرات قائلًا إنك قد ارتكبت ذنوبًا كبارًا وتركت الأعمال الواجبة من الحسنات فيما ينفعك لو عملت هذا العمل الحقير فيحرمه منه بوسوسته ولا يدري أن الحسنة ربما تجر إلى الحسنات الأخرى وربما تقع حسنة صغيرة في حيّز مرضاة الله تعالى فيغفر للمرء بسببها ويصان من ارتكاب المحرّمات من أجلها.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٥/ ١٧٣] والترمذي في الأطعمة [١٨٣٣] وابن ماجه [٣٣٦٢].
ثم استدلَّ المؤلف على الجزء التاسع من الترجمة وهو استحباب الشفاعة فيما ليس بحرام بحديث أبي موسى رضي الله عنه فقال:
٦٥٣٣ - (٢٦٠٥)(١٧٣)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر) القرشي الكوفي ثقة من (٨) روى عنه في (١٥) بابا (وحفص بن غياث) بن طلق بن معاوية النخعي الكوفي قاضيها ثقة من (٨) روى عنه في (١٤) بابا كلاهما رويا (عن بريد بن عبد الله) أبي بردة الصغير الأشعري الكوفي (عن) جدّه (أبي بردة) عامر بن أبي موسى (عن أبي موسى) الأشعري رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته (قال) أبو موسى (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه طالب حاجة أقبل) النبي صلى الله عليه وسلم (على جلسائه) جمع جليس أي على من عنده من الجلساء (فقال اشفعوا) أي ليشفع بعضكم في بعض في غير الحدود فتندب الشفاعة إلى ولاة الأمور وغيرهم من ذوي الحقوق ما لم يكن في حدٍّ أو في أمرٍ لا يجوز تركه اهـ مناوي (فلتؤجروا) على شفاعتكم وهذا طلب بمعنى الخبر أي فتؤجرون وتثابون على شفاعتكم وإن لم تقبل شفاعتكم عند المشفوع إليه وفي بعض الروايات فتؤجروا بلا لام أمر وعلى هذه الرواية فهو مجزوم بالطلب السابق فلا أمر فيه أي إن شفعتم تؤجرون على شفاعتكم (وليقض الله على لسان نبيه ما أحب) وهذا أيضًا طلب بمعنى الخبر أي ويقضي الله سبحانه وتعالى