على قدر الواجب أو بما زاد عليه والظاهر الثاني فإن عائشة أعطت المرأة التمرة فآثرت بها ابنتيها فوصفها النبي صلى الله عليه وسلم فدل على أن من فعل معروفًا لم يكن واجبًا عليه أو زاد على قدر الواجب عليه عُد محسنًا والذي يقتصر على الواجب وإن كان يوصف بكونه محسنًا لكن المراد من الوصف المذكور قدر زائد.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٦/ ٣٣ و ٩٢] والبخاري في الزكاة باب اتقوا النار ولو بشق تمرة [١٤١٨] وفي الأدب باب رحمة الولد وتقبيله [٥٩٩٥] والترمذي في البر والصلة باب ما جاء في النفقة على البنات [١٩١٣].
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث عائشة رضي الله عنها فقال:
٦٥٣٦ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا بكر يعني ابن مضر) بن محمَّد بن حكيم أبو محمَّد المصري ثقة من (٨) روى عنه في (٩) أبواب (عن) يزيد بن عبد الله بن أسامة (الهاد) الليثي المدني ثقة من (٥) روى عنه في (١٢) بابا (أن زياد بن أبي زياد) ميسرة المخزومي مولاهم المدني (مولى) عبد الله (بن عيّاش) بن أبي ربيعة القرشي المدني روى عن عراك بن مالك في المعروف ويروي عنه (م ت ق) ويزيد بن الهاد ومالك بن أنس قال النسائي ثقة وذكره ابن حبان في الثقات وقال كان عابدًا زاهدًا لا يأكل اللحم له عندهم ثلاثة أحاديث وقال في التقريب ثقة عابد مات سنة [١٣٥] خمس وثلاثين ومائة (عن عراك بن مالك) الغفاري المدني ثقة من (٣) روى عنه في (٨) أبواب قال زياد (سمعته) أي سمعت عراكًا (يحدّث عمر بن عبد العزيز) الأمويّ المدني (عن عائشة) رضي الله عنها وهذا السند من سداسياته غرضه بيان متابعة عراك لعروة بن الزبير (أنها) أي أن عائشة (قالت جاءتني) امرأة (مسكينة) أي فقيرة (تحمل) تلك المسكينة (ابنتين لها) أي تصحب بهما وتمشي معهما ولا معارضة بين ما هنا وبين ما في الرواية السابقة من قوله "ومعها ابنتان لها" لأن العمل يصدق على المعية والصحبة بهما قالت عائشة (فاطعمتها) أي فأعطيتها (ثلاث تمرات) أي ثلاث حبات من التمر وما هنا معارض بظاهره لما مر في الرواية السابقة من أنها لم تجد عند عائشة إلا تمرة واحدة