للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ في الأَرْضِ. وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُبْغِضُ فُلانًا فَأَبْغِضْهُ. قَال: فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ. ثُمَّ يُنَادِي في أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ الله يُبْغِضُ فُلانًا فَأَبْغِضُوهُ. قَال: فَيُبْغِضُونَهُ. ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ في الأرضِ"

ــ

لقائه إياهم والله أعلم اهـ من المفهم (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثم يوضع) ويهبط ويجعل (له) أي لذلك العبد (القبول في) أهل (الأرض) والمحبة ومعنى القبول محبة قلوب أهل الدين والخير له والرضا والسرور بلقائه واستطابة ذكره في حال غيبته كما أجرى الله تعالى عادته بذلك في حق الصالحين من سلف هذه الأمة ومشاهير الأئمة والقول في البغض على النقيض من القول في الحب اهـ من المفهم (وإذا أبغض) الله (عبدًا) من عباده ومعنى بغض الله لعبده صفة ثابتة لله تعالى نثبتها ونعتقدها لا نكيفها ولا نمثلها أثرها الانتقام منه (دعا جبريل) أي ناداه (فيقول) له (إني أبغض فلانًا فأبغضه قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء أن الله يبغض فلانًا فأبغضوه قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيبغضونه ثم توضع) وتجعل (له البغضاء في) أهل (الأرض) والعياذ بالله تعالى من بغض الله وبغض عباده.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٢/ ٥١٤] والبخاري في الأدب باب المقة في الله تعالى [٦٠٤٠] وفي التوحيد باب كلام الرب مع جبريل ونداء الله الملائكة [٧٤٨٥] والترمذي في تفسير سورة مريم [٣١٦١] قوله "إن الله إذا أحبُّ عبدًا" إلخ وقد وقع في بعض الأحاديث بيان سبب هذه المحبة وبيان المراد بها فقد أخرج أحمد في مسنده [٥/ ٢٧٩] عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد ليلتمس مرضاة الله تعالى ولا يزال بذلك فيقول الله عَزَّ وَجَلَّ َ لجبريل إن فلانًا عبدي يلتمس أن يرضيني ألا وإن رحمتي عليه فيقول جبريل رحمة الله على فلان ويقولها حملة العرش ويقولها من حولهم حتى يقولها أهل السماوات ثم تهبط له إلى الأرض قوله (ثم يوضع له القبول في الأرض) يعني تقبله القلوب بالمحبة والميل إليه والرضا قال الحافظ في الفتح [١/ ٤٦٢] ويؤخذ منه أن محبة قلوب الناس علامة محبة الله تعالى له قلت والظاهر أن المراد بمحبة الناس محبة الصالحين منهم فإنه علامة لمحبة الله إياه أما محبة الفساق والفجرة والجهلة فلا عبرة بها وزاد الترمذي في آخر هذا الحديث ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (٩٦)}.

<<  <  ج: ص:  >  >>