وأربعون هذا كله شك من الرواة وحاصله أن بعث الملك المذكور في هذا الحديث إنما هو في الأربعين الرابعة التي هي مدة التصوير وسمّى المضغة نطفة تسمية لها بمبدئها ألا ترى قوله بعث الله إليها ملكًا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها وعظامها فعطف بالفاء للرتبة وهذا لا يكون حتى تصل النطفة إلى حال نهاية المضغة وبهذا تتفق الروايات ويزول الاضطراب المتوهم فيها والله تعالى أعلم ونسبة الخلق والتصور للملك نسبة مجازية لا حقيقية وإنما صدر عنه فعل ما في المضغة لأن التصوير والتشكيل بقدرة الله تعالى وخلقه واختراعه ألا ترى أن الله تعالى قد أضاف إليه الخلقة الحقيقية وقطع عنا نسب جميع الخليقة فقال:{وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ}[الأعراف: ١١] إلى غير ذلك من الآيات الواردة في الخلق.
ثم ذكر المؤلف المتابعة ثاينا في حديث حذيفة بن أسيد رضي الله عنه فقال:
٦٥٦٨ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا أحمد بن عثمان النوفلي) أبو عثمان البصري ثقة من (١١) روى عنه في (٧) أبواب (أخبرنا أبو عاصم) النبيل الضحاك بن مخلد الشيباني البصري ثقة ثبت من (٩) روى عنه في (١٢) بابا (حدثنا) عبد الملك (بن جريج) الأموي المكي ثقة من (٦)(أخبرني أبو الزبير) المكي غرضه بيان متابعة ابن جريج لعمرو بن الحارث (أنَّ أبا الطفيل أخبره أنه سمع عبد الله بن مسعود يقول وساق) ابن جرير (الحديث بمثل حديث عمرو بن الحارث) المذكور قبل هذا.
ثم ذكر المؤلف المتابعة ثالثًا في حديث حذيفة بن أُسيد رضي الله عنه فقال:
٦٥٦٩ - (٠٠)(٠٠)(حدثني محمَّد بن أحمد بن أبي خلف) محمَّد السلمي مولاهم أبو عبد الله البغدادي ثقة من (١٠) روى عنه في (١١) بابًا (حدثنا يحيى بن أبي بكير) اسمه نسر القيسي العبدي أبو زكريا البغدادي ثقة من (٩) روى عنه في (٦) أبواب (حدثنا زهير) بن معاوية بن حديج الجعفي (أبو خيثمة) الكوفي ثقة من (٧) روى عنه في