للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنَّهُ قَال: "إِن اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا. فَيَقُولُ: أَي رَبِّ، نُطفَةٌ، أَي رَبِّ، عَلَقَة. أَي رَبِّ، مُضغَةٌ، فَإِذَا أَرَادَ الله أن يَقضِيَ خَلقًا قَال: قَال الْمَلَكُ: أَي رَبِّ، ذَكَرٌ أَوْ أُنثَى؟ شَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ؟ فَمَا الرِّزْقُ؟ فَمَا الأجَلُ؟ فَيُكتَبُ كذَلِكَ في بَطنِ أُمِّهِ"

ــ

عليه وسلم (أنه) أي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال أن الله عَزَّ وَجَلَّ قد وكل بالرحم ملكًا فيقول) الملك (أي رب) أي يا رب هي (نطفة أي رب علقة أي رب مضغة فإذا أراد أن يقضي) أي أن يخلق منها (خلقًا) أي حيوانًا (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال الملك أي رب) أ (ذكر) هو (أو أنثى شقي أو سعيد فما الرزق فما الأجل فيُكتب) بالبناء للمجهول أي فيكتب الملك (كذلك) المذكور أي مثل ذلك من الشقاوة والسعادة والرزق والأجل وهو (في بطن أمه) قوله "إن الله قد وكل بالرحم ملكًا" وفي الحديث السابق ثم يبعث الله ملكًا ويحتمل أن يكون هذا الملك الموكل بالرحم منذ أول الأمر غير الذي يكتب المقادير في وقته ويمكن أن يكون عينه والله أعلم "فيقول" الملك عند نزول النطفة في الرحم التماسًا لإتمام الخلقة "أي" بسكون الياء أي يا "رب" هذه "نطفة أي رب" هذه "علقة أي رب هذه "مضغة" ويجوز النصب فيها على إضمار فعل أي خلقت أو صار والمراد أنه يقول كل كلمة من ذلك في الوقت الذي يصير فيه كذلك فبين قوله "أي رب نطفة" وقوله "علقة" أربعون يومًا كقوله يا رب مضغة لا في وقت واحد إذ لا تكون النطفة علقة مضغة في ساعة واحدة وحديث ابن مسعود السابق يدل على أن الجنين يتقلب في مائة وعشرين يومًا في ثلاثة أطوار كل طور منها في أربعين ثم بعد تكملتها ينفخ فيه الروح وقد ذكر الله تعالى هذه الأطوار الثلاثة من غير تقييد بمدة في سورة الحج وزاد في سورة المؤمنين بعد المضغة بقوله: {فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا} الآية ويؤخذ منها ومن حديث الباب أن تفسير المضغة عظامًا بعد نفخ الروح "فإذا أراد الله" عَزَّ وَجَلَّ "أن يقضي" ويتم "خلقها" أو يأذن في إتمامه "قال" النبي صلى الله عليه وسلم "قال" الملك وفي رواية البخاري إسقاط قال الأول "أي رب ذكر" ولأبي ذر أذكر أي هل هو ذكر "أو أنثى" إلخ قال المظهري إن الله تعالى يحول الإنسان في بطن أمه حالة بعد حالة مع أنه تعالى قادر على أن يخلقه في لمحة وذلك أن في التحويل فوائد وعبرًا منها أنه لو خلقه دفعة لشق على الأم لأنها لم تكن معتادة لذلك فجعل أولًا نطفة لتعتاد بها مدة ثم علقة مدة وهلم جرًا إلى الولادة، ومنها إظهار قدرة الله

<<  <  ج: ص:  >  >>