تعالى ونعمته ليعبدوه ويشكروا له حيث قلبهم من تلك الأطوار إلى كونهم إنسانًا حسن الصورة متحليًا بالعقل والشهامة متزينًا بالفهم والفطانة ومنها إرشاد الناس وتنبيههم على كمال قدرته على الحشر والنشر لأن من قدر على خلق الإنسان من ماء مهين ثم من علقة ومضغة مهيأة لنفخ الروح فيها يقدر على صيرورته ترابًا ونفخ الروح فيه وحشره في المحشر للحساب والجزاء اهـ قسطلاني.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في مواضع منها في القدر باب في القدر [٦٥٣٥].
ثم استدل المؤلف على الجزء الثاني من الترجمة وهو كون كل إنسان ميسرًا لما خلق له بحديث علي رضي الله عنه فقال:
٦٥٧٢ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا عثمان بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم واللفظ لزهير قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا جرير) بن عبد الحميد (عن منصور) بن المعتمر السلمي الكوفي ثقة من (٥) روى عنه في (٢٠) بابا (عن سعد بن عبيدة (مصغرًا السلمي أبي حمزة الكوفي زوج بنت أبي عبد الرحمن السلمي ثقة من (٣) روى عنه في (٥) أبواب (عن أبي عبد الرحمن) السلمي عبد الله بن حبيب الكوفي المقرئ ثقة ثبت من (٢) روى عنه في (٦) أبواب (عن علي) بن أبي طالب رضي الله عنه وهذا السند من سداسياته (قال) علي (كنّا في) تجهيز (جنازة في بقيع الغرقد) مقبرة أهل المدينة والبقيع في الأصل موضع من الأرض فيه أروم شجر من ضروب شتى والغرقد بفتح الغين والقاف وسكون الراء شجر له شوك كان ينبت بالبقيع فذهب الشجر وبقي الاسم لازمًا للموضع وقال الأصمعي قطعت غرقدات في هذا الموضع حين دفن فيه عثمان بن مظعون رضي الله عنه وقال ياقوت وبالمدينة أيضًا بقيع الزبير وبقيع الخيل عند دار زيد بن ثابت وبقيع الخبجة بفتح الخاء والباء والجيم كذا ذكره السهيلي وغيره كما في عمدة القاري [٤/ ٢٠٩] وبه تبيَّن أن إضافة البقيع إلى الغرقد لإخراج البقيعات الأخرى