للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَفِيمَا جَفَّت بِهِ الأَقْلامُ وَجَرَت بِهِ الْمَقَادِيرُ، أمْ فِيمَا نَستقْبِلُ؟ قَال: "لَا، بَلْ فِيمَا جَفَّتْ بِهِ الأَقْلامُ وَجَرَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ" قَال: فَفِيمَ الْعَمَلُ؟ .

قَال زُهَيرٌ: ثُمَّ تَكَلَّمَ أَبُو الزبَيرِ بِشَيءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ، فَسَأَلتُ: مَا قَال؟ فَقَال: "اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ".

٦٥٧٧ - (٠٠) (٠٠) حدّثني أَبُو الطاهِرِ. أَخبَرَنَا

ــ

لأنها استفهامية وهذا هو الصواب والأولى بألف لأنها خبرية ومقتضى هذا السؤال أن ما يصدر منا من الأعمال وما يترتب عليها من الثواب والعقاب هل سبق علم الله تعالى بوقوعه فنفذت به مشيئته أو ليس كذلك وإنما أفعالنا صادرة منا بقدرتنا ومشيئتنا والثواب والعقاب مرتب عليها بحسبها وهذا القسم الثاني مذهب القدرية وقد أبطل النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: لا: بل فيما جفت به الأقلام وهذا الذي ذكرنا معنى قوله (أفيما جفت به الأقلام) أي هل عملنا فيما كتبت به أقلام المكتبة في اللوح المحفوظ وجفت به أي فرغت عن كتابته (وجرت) أي نفذت (به المقادير) أي الأقدار (أو) عملنا (فيما نستقبل) ونستأنف الآن أي صادر بقدرتنا ومشيئتنا وليس له سابقية في قدر الله وإرادته فـ (قال) لهم (لا) أي ليس الأمر مستأنف (بل) عملكم الآن (فيما) كتبت و (جفت به الأقلام) أي أقلام الكتبة في اللوح المحفوظ وفي صحف الملائكة المكتوبة في البطن (وجرت) أي نفذت (به المقادير) أي أقدار الله وأحكامه في الأزل (قال) سراقة (ففيم) أي ففي أي فائدة (العمل) أي عملنا إذا جفت به الأقلام وجرت به المقادير لأن قدر الله لا يبدَّل وقضاؤه لا يغير سواء عملنا الأعمال الصالحة أم عملنا غيرها (قال زهير) بن معاوية (ثم) بعد ما حدثنا أبو الزبير هذا الحديث. (تكلّم أبو الزبير بشيء) أي بكلام (لم أفهمه) أي لم أفهم معناه (فسألت) أبا الزبير (ما قال) أي ما قاله من الكلام الذي لم أفهمه (فقال) أبو الزبير هو أي الكلام الذي قلته ولم تفهمه أنت قول النبي صلى الله عليه وسلم لهم (اعملوا) ما أمرتم ولا تتكلوا على ما جفت به الأقلام (فكلم منكم (ميسَّرٌ) أي موفق لعمل ما خلق له يعني الذي خلق للجنة موفق لعمل أهل الجنة والذي خلق للنار موفق لعمل أهل النار فعملكم علامة على ما خلقتم لأجله وهذا الحديث مما انفرد به الإِمام مسلم عن أصحاب الأمهات لكنه شاركه أحمد [٣/ ٢٩٢].

ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث جابر هذا رضي الله عنه فقال:

٦٥٧٧ - (٠٠) (٠٠) (حدثني أبو الطاهر) أحمد بن عمرو بن سرح (أخبرنا) عبد

<<  <  ج: ص:  >  >>