({مَسَّ}) عذاب ({سَقَرَ}) لكم والسقر اسم لطبقة من طباق النار ({إِنَّا}) نحن ({كُلَّ شَيءٍ}) من الكائنات ({خَلَقْنَاهُ}) أي أوجدناه فيما لا يزال حالة كونه ملتبسًا ({بِقَدَرٍ}) أي بقضاء مقدر عليه أزلًا.
قال النووي المراد بالقدر هنا القدر المعروف الذي يجب الإيمان به وهو ما قدره الله تعالى وقضاه وسبق به علمه وإرادته وفي هذه الآية الكريمة والحديث تصريح بإثبات القدر وأنه عام في كل شيء فكل ذلك مقدر في الأزل معلوم لله تعالى مراد له سبحانه اهـ.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث الترمذي في تفسير سورة النجم [٣٢٨٦] وابن ماجه في المقدمة باب في القدر [٧١]. وقوله:{إِنَّا كُلَّ شَيءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} قال القرطبي: ظاهره أن المراد بقدر ما سبق به علمه وارادته وهو دليل سياق القصّة التي نزلت الآية بسببها وقال الباجيّ يحتمل أن يراد بالقدر التقدير لا يزاد فيه ولا ينقص من باب قوله تعالى: {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيءٍ قَدْرًا} ويحتمل أن يراد به القدرة كما قال تعالى: {بَلَى قَادِرِينَ} وفيه وجه ثالث وهو أن يكون بقدر أي وقت خلقه فيه كذا في شرح الأبي.
ثم استدل المؤلف على الجزء الخامس من الترجمة وهو أن الله تعالى قدّر على ابن آدم حظه من الزنا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
٦٥٩٤ - (٢٦٣٣)(٢٠٠)(حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد واللفظ لإسحاق قالا أخبرنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن) عبد الله (بن طاوس) بن كيسان اليماني (عن أبيه) طاوس (عن ابن عباس) رضي الله عنهما وهذا السند من سباعياته لأنه من مسند أبي هريرة (قال) ابن عباس (ما رأيت شيئًا أشبه) أي أشدّ شبهًا (باللمم) أي بالذنوب الصغائر يعني ابن عباس رضي الله عنه فسَّر اللمم المذكور في سورة النجم بهذه الأفعال التي تعدُّ في الصغائر وهو الصحيح في تفسير اللمم كما ذكره النوويُّ وقيل اللمم