سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخبَرَهُ؛ أَن أبا هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عَلَيهِ وَسلمَ: "مَا من مَوْلُودٍ إلا يُولَدُ عَلَى الْفِطرَةِ"، ثُمَّ يَقُولُ: اقرَؤُوا: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}[الروم: ٣٠].
٦٥٩٩ - (٠٠)(٠٠) حدثنا زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عَلَيهِ وَسلمَ: "مَا من مَوْلُودٍ إلا يُلِدَ عَلَى الْفِطرَةِ. فَأبوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وينَصِّرَانِهِ وَيُشَرِّكَانِهِ" فَقَال رَجُلٌ:
ــ
سلمة بن عبد الرحمن) بن عوف الزهريّ المدني (أخبره) أي أخبر للزهري (أن أبا هريرة قال) غرضه بسوق هذا السند بيان متابعة أبي سلمة لسعيد بن المسيَّب (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مولود إلا يولد على الفطرة (الإسلامية والملة الحنيفية التي هي التوحيد. (ثم يقول) أبو هريرة (اقرؤوا) إن شئتم مصداق ذلك قوله تعالى: ({فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيهَا لَا تَبْدِيلَ}) ولا تغيير ({لِخَلْقِ اللَّهِ}) أي لدين الله الذي خلق الناس عليه ({ذَلِكَ}) المذكور من الفطرة هو ({الدِّينُ الْقَيِّمُ}) أي المستقيم الذي لا اعوجاج فيه عن الحق الذي هو التوحيد إلى الباطل الذي هو الإشراك والله سبحانه وتعالى أعلم.
ثم ذكر المؤلف المتابعة ثالثًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
٦٥٩٩ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير) بن عبد الحميد (عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته غرضه بيان متابعة أبي صالح لسعيد بن المسيب وأبي سلمة (قال) أبو هريرة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منْ مولود إلّا يُلِد) بضم الياء وكسر اللام بوزن ضرُب على وزن الماضي المبني للمجهول وهو لغة لأن الواو قد تقلب ياء لمناسبة كسر ما بعدها فيقال في إعرابه يُلد فعل ماضي مغير الصيغة لضم أوله وكسر ما قبل آخره لفظًا مبني على الفتح لأن الياء فيه ليست حرف مضارعة بل هي عوض عن الواو أي إلا وُلد (على الفطرة) الإِسلامية والملّة الحنيفية (فأبواه يُهودانه) إن كانا يهوديين (وينصرانه) إن كانا نصرانيين (ويشركانه) بضم أوله وكسر الراء المشددة من التشريك ويجوز أن يكون من الإشراك أي يجعلانه مشركًا إن كانا مشركين بعبادة غيره تعالى كالمجوس التي تعبد النار ومشركي العرب الذين يعبدون الأحجار والأشجار (فقال رجل) من الحاضرين لم أر من ذكر اسم