أي بالفعلة الواحدة من الخير (فله عشر أمثالها) بوعد مني لا يُخلف لكل أحد (وأزيد) على ذلك لمن أشاء بمقتضى فضلي وكرمي إلى سبعمائة وإلى أضعاف كثيرة لا يعلمها إلَّا أنا، قال النووي: ومعنى هذا الكلام أن التضعيف بعشرة أمثالها لا بد منه بفضل الله ورحمته ووعده الَّذي لا يخلف، والزيادة بعد بكثرة التضعيف إلى سبعمائة ضعف وإلى أضعاف كثيرة يحصل لبعض الناس دون بعض على حسب مشيئته سبحانه وتعالى اه.
وفي المرقاة: قوله: (وأزيد) أي لمن أُريد الزيادة له من أهل السعادة على عشر أمثالها إلى سبعمائة وإلى مائة ألف هالى أضعاف كثيرة، وأما معنى الواو في قوله (وأزيد) فمطلق الجمع إن أريد بالزيادة الرؤية كقوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} وإن أُريد بها الإضعاف فالواو بمعنى أو التنويعية كما هي في قوله: (أو أغفر) والأظهر ما قاله ابن حجر من أن العشر والزيادة يمكن اجتماعهما بخلاف جزاء مثل السيئة ومغفرتها لا يمكن اجتماعهما فوجب ذكر أو الدال على أن الواقع أحدهما فقط اه دهني.
(ومن جاء بالسيئة) أي بالفعلة الواحدة السيئة (فجزاؤه) أي فجزاء ذلك الجاني بها (سيئة مثلها) أي عقوبة واحدة مماثلة لسيئته على مقتضى عدلي ووعيدي (أو أغفر) له تلك السيئة على مقتضى فضلي وسعة رحمتي فلا أجازيه عليها (ومن تقرب مني شبرًا تقربت منه ذراعًا ومن تقرب مني ذراعًا تقربت منه) أي إليه (باعًا ومن أتاني يمشي أتيته هرولة) أي سعيًا وجريًا (ومن لقيني بقُراب الأرض) بضم القاف على المشهور وهو ما يقارب ملأها، وحُكي كسر القاف، قال القاضي: قُراب الأرض ملؤها أو ما يقارب ملأها وقراب كل شيء قربه بضم القاف وقيل: يقال بالكسر أيضًا وهو إخبار عن سعة عفوه تعالى اه من الأبي، وقوله:(خطيئة) تمييز لقراب منصوب به أي أتاني بقدر ما يملأ الأرض خطيئة وسيئة حالة كونه (لا يُشرك بي شيئًا) من المخلوق (لقيته بمثلها) أي بمثل ملء الأرض (مغفرة) بمقتضى فضلي وكرمي.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث ابن ماجه في الآداب باب فضل العمل [٣٨٦٦].