رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة عمرو بن مرة لثابت بن أسلم (وكان) الأغر (من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم) الذين لازموه أي سمعته (يحدّث ابن عمر) رضي الله عنه (قال) الأغر لابن عمر (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس توبوا إلى الله) سبحانه توبة نصوحًا واستغفروه من ذنوبكم (فإني أتوب في اليوم) الواحد (إليه) تعالى (مائة مرة) وكَرَّةٍ. قوله:(فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة) هذا يدل على استدامة التوبة وأن الإنسان مهما ذكر ذنبه جدد التوبة لأنه من حصول الذنب على يقين ومن الخروج عن عقوبة على شك فحق التائب أن يجعل ذنبه نُصب عينيه وينوح دائمًا عليه حتى يتحقق أنه قد غُفر له ذنبه ولا يتحقق أمثالنا إلا بلقاء الله تعالى فواجب عليه ملازمة الخوف من الله تعالى والرجوع إلى الله بالندم على ما فعل وبالعزم على أن لا يعود إليه والإقلاع عنه ثم لو قدرنا أنه تحقق أنه غُفر له ذلك الذنب تعينت عليه وظيفة الشكر كما قال صلى الله عليه وسلم: "أفلا أكون عبدًا شكورًا" متفق عليه عن عائشة رضي الله تعالى عنها وإنما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يكرر توبته كل يوم مع كونه مغفورًا له ليلحق به غيره نفسه بطريق الأولى لأن غيره يقول: إذا كانت حال من تحقق مغفرة ذنوبه هكذا كانت حال من هو في شك من ذلك أحرى وأولى وكذلك القول في الاستغفار والتوبة يقتضي شيئًا يثاب منه إلا أن ذلك منقسم بحسب حال من صدر منه ذلك الشيء فتوبة العوام من السيئات وتوبة الخواص من الغفلات وتوبة خواص الخواص من الالتفات إلى الحسنات هكذا قاله بعض أرباب القلوب الكاملة وهو كلام حسن في نفسه بالغ في فنه اه من المفهم.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث الأغر رضي الله عنه فقال:
٦٦٩٠ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا عبيد الله بن معاذ) العنبري البصري (حدثنا أبي) معاذ بن معاذ العنبري (ح وحدثنا) محمد (بن المثنى حدثنا أبو داود) الطيالسي سليمان بن